236

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

المجبول عليه، الثاني إن المراد به تمثيل حال قلوبهم بقلوب البهائم التي خلقها الله تعالى خالية عن الفطن أو قلوب مقدرة ختم الله عليها ونظيره: سال به الوادي إذا هلك، قوله: (الثاني إن المراد به) أي بالكلام المذكور بتمامه وهو قوله سبحانه وتعالى:

ختم الله على قلوبهم حاصل هذا الوجه أن يشبه حال قلوبهم فيما كانت عليه من التجافي والنبو عن الحق بحال قلوب محققة ختم الله سبحانه وتعالى عليها كقلوب الأغنام وآلتها أو بحال قلوب مقدرة ختم الله تعالى عليها. ثم تستعار الجملة بكمالها أي مشتملة على ما فيها من الإسناد في المشبه به على سبيل التمثيل التحقيقي أو التخييلي فيكون المسند إلى الله تعالى حقيقة ختم تلك القلوب المحققة أو المقدرة لاختم قلوب الكفار، فلا قبح في ذلك الإسناد لدخوله في المشبه به ولا مدخل لله سبحانه وتعالى في تجافي قلوبهم عن الحق كما لا مدخل للمتردد الذي خاطبه بقوله: أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى في تقديم الرجل وتأخيرها، لأن كل واحد منهما داخل في المشبه به. فكما أنه ليس هناك من المخاطب تقديم الرجل وتأخيرها فكذلك هنا ليس من الله سبحانه وتعالى ختم حقيقي ولا مجازي وهو إحداث الهيئة المانعة من قبول الحق، لا يقال: إنما يستقيم تشبيه حال قلوبهم بحال قلوب مقدرة إن لو كان المشبه به معروفا بوجه الشبه والقلوب المقدرة لما لم تكن متعينة لم تكن معروفة بذلك لأنا نقول القلوب المقدرة وإن لم تكن متعينة لكنها معلومة بأن الله سبحانه وتعالى ختم عليها كما أشار إليه بقوله: «أو قلوب مقدرة ختم الله عليها» ومعلوم أن الختم مانع من دخول أمر في المختوم وأن المانع إذا صار صادرا من الله سبحانه وتعالى لا يقدر أحد على إزالته فبذلك الوجه تكون معروفة بوجه الشبه. قوله: (ونظيره) يعني أن قولهم:

سال به الوادي وطارت به العنقاء نظير لما نحن فيه من الآية الكريمة في كون الجملة بكمالها مستعارة من المشبه به على سبيل التمثيل من غير أن يكون للمسند إليه فيها مدخل فيما أسند إليه وهو الختم في الآية. والهلاك وطول الغيبة في المثالين المذكورين فإنه مثل حاله في هلاكه بحال من سال به الوادي، وفي طول غيبته بحال من طارت به العنقاء، فكذلك مثل حال قلوبهم لما كانت عليه من التباعد من الحق بحال القلوب المذكورة. ولعله أورد النظير متعددا بناء على أن سال به الوادي من قبيل التمثيل التحقيقي لأن ما سال به الوادي متحقق كثير الوقوع وقوله: «طارت به العنقاء» من قبيل التمثيل التخييلي لأن نفس العنقاء لما كانت معروفة الاسم مجهولة الجسم كان من طارت به العنقاء لا محالة أمرا مقدرا مفروض الوقوع، فلما أشار أولا إلى جواز كون ختم الله تعالى من قبيل كل واحد من نوعي التمثيل أورد لكل واحد منهما نظيرا. ذكر في الصحاح: العنقاء الداهية وأصلها طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم. روي عن الخليل رحمه الله أنه قال: سميت عنقاء لأنه كان في عنقها بياض

مخ ۲۴۲