204

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

وعلى في قوله: «بالضحى وعلى خالد» متعلقان بالمربة. نقل عن صاحب الكشاف أنه كان يقول في حق بيت الهذلي: ما أفصحك يا بيت. قوله: (وأكد تعظيمه بأن الله تعالى مانحه) كأنه دفع لما يتوهم من أن الهدى لا يكون إلا من الله تعالى فما فائدة قوله: من ربهم فأجاب بأن فائدته تأكيدا لتعظيم المستفاد من تنكير هدى، فإن تعظيم الشيء كما يستفاد من الإضافة إليه تعالى كما في نحو «بيت الله» و «ناقة الله» يستفاد أيضا من إسناده إليه تعالى كما يقال: فلان مؤيد من عند الله تعالى وله فضل من ربه. وقوله تعالى: من ربهم في محل الجر على أنه صفة لهدى و «من» لابتداء الغاية أي على هدى منحوه عن عنده وأوتوه من قبله، والتوفيق هو اللطف الداعي إلى إعمال الخير كما أن العصمة هو اللطف الزاجر عن إعمال الشر. قوله: (وقد أدغمت النون في الراء) في قوله تعالى: من ربهم بغنة وبغير غنة. وفي الكشاف: أن الكسائي وحمزة ويزيد وورشا، في رواية، والهاشمي عن ابن كثير لم يغنوها، وقد أغنها الباقون إلا أبا عمرو فقد روي عنه فيها روايتان. وفي الحواشي الشريفية: المشهور عن الفراء أن لا غنة مع اللام والتاء. وقد وردت عنهم في بعض الروايات الغنة معهما ولا نزاع في جوازها بحسب العربية وإنما النزاع في وقوعها في قراءة القرآن اختلف القراء في وقوعها فيهما والمشهور تركها.

قوله: (كرر فيه اسم الإشارة تنبيها على أن اتصافهم بتلك الصفات يقتضي كل واحدة من الأثرتين ) أي من الخصلتين اللتين أوثر المتقون الموصوفون بالصفات المذكورة بكل واحدة منهما وتفردوا. فإن الأثرة بفتح الهمزة والثاء اسم لما يستبد به المرء ويتقدم على من عداه ويتميز من قوله: استأثر فلان بالشيء أي استبد به وتقرر وتميز عن غيره بسببه، والمراد بالأثرتين تمكنهم من الهدى في الدنيا وفوزهم بالفلاح في العقبى. ووجه التنبيه ما مر من أن ترتيب الحكم على اسم الإشارة بمنزلة ترتيبه على الموصوف من حيث إنه موصوف فيشعر بأن اتصافه بتلك الصفات علة مقتضية لكل واحدة منهما لأن تكرير العلة يدل على تعدد المعلول ولو لم يكرر لربما فهم أن ذلك الاتصاف إنما يقتضي المعطوف عليه دون المعطوف فكرر أولئك تنبيها على أن الاتصاف بها يقتضي المعطوف عليه أيضا. والفائدة الثانية لتكرير اسم الإشارة التنبيه على أن كل واحدة من الأثرتين كافية في تميزهم بها عن غيرهم فلو لم يكرر أولئك لربما فهم تميزهم واختصاصهم بالمجموع لا بكل واحدة منهما.

قيل: هذا الوجه إنما يستقيم إذا أفاد مجرد تعريف المسند إليه التخصيص ليحصل التخصيص في الجملة الأولى أيضا وهو مختلف فيه فكأنه تبع صاحب الكشاف، فإنه قائل بالحصر في الله يبسط الرزق [العنكبوت: 62؛ الرعد: 26] الله يستهزئ بهم [البقرة: 15] ونحو

مخ ۲۱۰