203

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

على محاسبة النفس في العمل. ونكر هدى للتعظيم فكأنه أريد به ضرب لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره، ونظيره قول الهذلي:

فلا وأبى للطير المربة بالضحى ... على خالد لقد وقعت على لحم

وأكد تعظيمه بأن الله تعالى مانحه والموفق له، وقد أدغمت النون في الراء بغنة وبغير غنة.

وأولئك هم المفلحون (5) كرر فيه اسم الإشارة تنبيها على أن اتصافهم بتلك الصفات يقتضي كل واحدة من الأثرتين، وأن كلا منهما كاف في تمييزهم بها عن العمل ليحصل كمال القوة العملية. قال الإمام: وتحقيق القول في كونهم على الهدى تمسكهم بموجب الدليل لأن الواجب على المتمسك بالدليل أن يدوم على ذلك ويتحرس من المطاعن والشبه فكأنه سبحانه وتعالى لما مدحهم بالإيمان بما أنزل إليه أولا مدحهم بالإقامة على ذلك والمواظبة على الحراسة من الشبه ثانيا، وذلك واجب على الخلق لأنه إذا كان مشددا في الدين خائفا وجلا فلا بد أن يحاسب نفسه في علمه وعمله ويتأمل حاله فإذا حرس نفسه فيها من الإخلال به كان ممدوحا بأنه على هدى وبصيره.

قوله: (لا يبلغ) على صيغة المجهول «وكنهه» أي نهايته وقدر الشيء مبلغه فقوله: «ولا يقادر قدره» أي لا يبلغ أحد مبلغ ذلك الهدى ومرتبته نقل عن الأساس أنه ذكر فيه أن قدر الشيء مبلغه، وفلان يقادر الشيء أي يطلب مساواته. قوله: (ونظيره) أي في كون التنكير للتعظيم قول الهذلي خويلد بن مرة يرثي خالد بن زهير وكان رجلا عظيم القدر قد قتل وأقامت الطير عليه ولزمته تأكله، فاستعظم الشاعر لحمه حيث نكره وبسبب تعظيم اللحم استعظم الطير الواقعة عليه. ثم ما اكتفى بتعظيم الطير بل استعظم آباء الطير حيث أقسم بها وليس لأبيها شرف يستحق لأن يقسم به سوى كونه أبا لها فتعظيم أبيها راجع إلى تعظيم نفس الطير وتعظيم نفس الطير راجع إلى تعظيم اللحم وتعظيم اللحم راجع إلى تعظيم خالد.

وكلمة «لا» مثلها في قوله تعالى: لا أقسم [القيامة: 1؛ البلد: 1] يحتمل أن لا تكون زائدة بل تكون ردا لكلام سابق، أي فليس الأمر كما زعمت. وقوله: «لقد وقعت» جواب للقسم والخطاب في قوله: «وقعت» للطير على طريقة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، وأصل أبي «أبين» في «وأبي الطير» على خلاف القياس سقطت نونه بالإضافة، ولو لم يكن كذلك لكان الواجب أن يكتب «وأب» الطير بلا ياء وذكرها بالكنية مما يدل على التعظيم أيضا. والمربة بمعنى الواقعة الملازمة من أرب بالمكان بمعنى أقام به ولزمه. والباء

مخ ۲۰۹