201

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

يستأنف بإعادة الاسم وحده لما فيه من بيان المقتضي وتلخيصه فإن ترتب الحكم على الوصف إيذان بأنه الموجب له. ومعنى الاستعلاء في على هدى تمثيل تمكنهم من الهدى واستقرارهم عليه بحال من اعتلى الشيء وركبه. وقد صرحوا به في قولهم:

امتطى الجهل وغوى ... واقتعد غارب الهوى

قوله: الذين يؤمنون بالغيب بذكر صفة المتقين كما استؤنف في قوله: صديقك القديم أهل لذلك بذكر صفة زيد. وأما كون الاستئناف الواقع على قوله: أولئك على هدى من ربهم بإعادة وصف ما استؤنف عنه فقد بينه بقوله: «فإن اسم الإشارة ههنا كإعادة المتقين بصفاتهم المذكورة» وذلك لأن حق أسماء الإشارة أن يشار بها إلى مشاهد محسوس أو إلى ما هو منزل منزلته في التمييز والظهور، ولما كانت الصفات التي أجريت على المتقين مميزة لهم وجاهلة إياهم كأنه محسوس مشاهدون صح أن يشار إليهم بلفظ أولئك كأنه قيل:

أولئك المنزلون منزلة المشاهد المحسوس من تميزهم بتلك الصفات، فيكون الكلام من قبيل ترتيب الحكم على الأوصاف الصالحة للعلية فيكون ذكرهم بلفظ أولئك من قبيل الاستئناف بإعادة وصف ما استؤنف عنه وليس في ذكرهم بلفظ الضمير هذه الملاحظة لأنه موضوع لإحضار الذات المتقدم ذكرها لفظا أو معنى أو حكما مع قطع النظر عن الأوصاف القائمة لها.

قوله: (لما فيه من بيان المقتضي وتلخيصه) أي لما في الاستئناف بإعادة الصفة من بيان المقتضي للحكم وهو الوصف المناسب المشعر بعليته للحكم المذكور، فإن ترتب الحكم على الوصف المناسب مشعر بكون ذلك الوصف موجبا لذلك الحكم. وأما كون بيان المقتضي على وجه التلخيص فلأن الاستئناف ببيان الحكم على اسم الإشارة بمنزلة الاستئناف بإعادة الموصوف بصفاته في الإيذان بعلية الحكم فلذلك كان بيان المقتضي بهذا الوجه أخصر بالنسبة إلى بيانه بإعادة الموصوف بصفاته. قوله: (ومعنى الاستعلاء في على هدى تمثيل تمكنهم من الهدى واستقرارهم عليه بحال من اعتلى الشيء وركبه) يعني أن كلمة «على» في الآية ليست للاستعلاء الحقيقي لأن المتقين لا يستعلون على الهدى حقيقة كاستعلاء زيد مثلا على الفرس أو على السطح، بل هي استعارة تبعية شبه تمسك المتقين بالهدى باستعلاء الراكب على مركوبه في التمكن والاستقرار فاستعير له الحرف الموضوع للاستعلاء. وقد تقرر في موضعه أن الاستعارة في الحرف تقع أولا في متعلق معناه كالاستعلاء والظرفية والابتداء مثلا، ثم تسري إلى الحرف بتبعيته فيشبه شيء من المعاني بذلك المتعلق، ثم يطلق اسم المشبه به على المشبه على طريق الاستعارة الأصلية، ثم يعبر عن الاسم المستعار بلفظ الحرف فيكون استعارة تبعا. قال صاحب المفتاح: المراد بمتعلقات معاني الحروف ما يعبر

مخ ۲۰۷