حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
ژانرونه
يتجاوزهم إلى أهل الكتاب، وفيه تعريض بأن اعتقادهم الذي يزعمون أنه إيقان بالآخرة ليس بإيقان هو جهل محض كما أن معتقدهم خيال فاسد وإنما الإيقان ما عليه المؤمنون كما أن الآخرة هي التي يعتقدونها. وقوله: «من أهل الكتاب» توطئة عطف عليها ما هو المقصود على طريقة: أعجبني زيد وكرمه والكلام على النشر المرتب أي في تقديم الآخرة تعريض بما كانوا عليه، وفي بناء يوقنون تعريض بأن قولهم ليس بصادر عن إيقان. قوله: (واليقين إتقان العلم) أي أحكامه. قوله: (بالاستدلال) متعلق بنفي الشك. قوله: (ولذلك) أي ولكون الإيقان متفرعا على النظر والاستدلال نتيجة لهما لا يوصف به علم الباري سبحانه وتعالى ولا العلوم الضرورية. قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى: يقال: يقن ييقن يقنا فهو يقن وأيقن الأمر واستيقن وتيقن كله بمعنى، واليقين هو العلم الذي يحصل بعد النظر واستدلال ولا يجوز أن يسمى علم الله تعالى يقينا لأن علمه تعالى لا يحصل عن نظر واستدلال، ومعنى أنهم يؤمنون بالآخرة يعلمونها علما استدلاليا: إلى هنا كلامه. قيل: هذا منقوض بقولهم:
الضروريات من أجل اليقينيات وأقواها وبقول المصنف رحمه الله في سورة التكاثر، فإن علم المشاهدة أعلى مراتب اليقين فإنه تصريح بأن العلوم المستندة إلى مشاهدة من اليقينيات مع أنها علوم ضرورية. قوله: (والآخرة تأنيث الآخر) اسم فاعل من معنى التأخر. والآخر نقيض الأول من أخر بمعنى تأخر وإن لم يستعمل. والآخر بفتح الخاء اسم تفضيل منه، والآخرة صفة الدار بدليل قوله تعالى: تلك الدار الآخرة [القصص: 83] سميت تلك الدار الآخرة لتأخرها عن هذه الدار، وسميت هذه الدار الدنيا تأنيث الأدنى بمعنى الأقرب لكونها أدنى من الآخرة. قوله: (فغلبت) لما ذكر أنها صفة بمعنى أنها تدل على ذات مبهمة باعتبار معنى هو المقصود وذلك يستلزم أن يذكر معها الموصوف لفظا أو تقديرا لتعيين الذات المبهمة التي هي مدلول اللفظ. ومن المعلوم أن الصفة بالمعنى المذكور قد تغلب على ذات معينة من بين تلك الذوات المبهمة بحيث لا تستعمل في غير تلك الذات المعينة «كالرب» إذا لم يضف «وكالرحمن» فإنهما غلبا عليه تعالى، وقد لا تغلب بل يصح إطلاقها على كل واحد من الذوات الملحوظة باعتبار المعنى المقصود القائم بها، وأن كون الاسم صفة لا يستلزم كونها من الصفات الغالبة ولا من الصفات الباقية على عمومها وإبهامها بين أن الآخرة مع أنها صفة فهي صفة غالبة على تلك الدار كما أن الدنيا صفة غالبة على هذه الدار، ثم إنهما مع كونهما من الصفات الغالبة قد جرتا مجرى الأسماء أي الأسماء المقابلة للصفات إذ قلما يذكر موصوفهما معهما، واعلم أن الغلبة قد تكون في الأسماء كالبيت على الكعبة شرفها الله تعالى، والكتاب على كتاب سيبويه، وفي الصفات كما مر، والمعاني كالخوض على الشروع
مخ ۲۰۲