حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
ژانرونه
والإتيان بما يصدقه من العبادات البدنية والمالية، وبين الإيمان بما لا طريق إليه غير السمع، وكرر الموصول تنبيها على تغاير القبيلتين وتباين السبيلين. أو طائفة منهم وهم مؤمنو أهل الكتاب ذكرهم مخصصين عن الجملة كذكر جبريل وميكائيل بعد الملائكة بالحس ولا ببديهة العقل والذي يتعلق إنما هو من قبيل القضايا الثالث فليس إيمانا بالغيب نظرا إلى كون موضوعه مدركا بالحس، فلذلك عطف المؤمنين الثاني على الأول على تقدير اتحادهما ذاتا وتغايرهما بحسب مضمون الصلة فإنه أي تغايرهما يقتضي أن لا يكون الإيمان بالكتب المنزلة إيمانا بالغيب ولا سبب له سوى أن تلك الكتب المنزلة لا يدركها العقل ابتداء، وإنما تدرك بالسمع. وعلى هذا فالمراد بالموصول الثاني عين ما أريد بالموصول الأول إلا أنه عطف عليه لتغايرهما بحسب مضمون الصلة كأنه قيل: هدى للمتقين الجامعين بين الإيمان بما يدركه العقل جملة وبين الإيمان بما لا طريق إلى إدراكه غير السمع. قوله:
(والإتيان) مجرور معطوف على الإيمان والضمير المنصوب في «يصدقه» راجع إلى الإيمان فإن العبادة البدنية المستفادة من قوله: ويقيمون الصلاة والعبادات المالية المستفادة من قوله: ومما رزقناهم ينفقون مصدقة للإيمان وأمارة له. قوله: (وكرر الموصول تنبيها على تغاير القبيلتين وتباين السبيلين) عما يخطر بالبال من أنه على تقدير أن يكون العطف لتغاير الصفات مع اتحاد الذات ينبغي أن لا يتكرر الموصول بل يكتفي بعطف الصلاة بعضها على بعض كما في البيتين المذكورين، وكما اكتفى به في قوله تعالى: ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون وتقرير الجواب أنه كرر الموصول للتنبيه على أن كل واحدة من قبيلتي الصلتين تغاير القبيلة الأخرى من حيث اختلاف سبيل الإدراك فيهما، فإن سبيل إدراك القبيلة الأولى هو العقل وسبيل إدراك القبيلة الثانية السمع، فإن مجرد عطف بعض الصلة مع اتحاد ذات الموصول وإن دل على تغاير مضمون الصلات في أنفسها كما في عطف «ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقناهم» إلا أنه إذا كرر الموصول وعطف أحدهما على الآخر مع عدم اختلافهما ذاتا تكون دلالته على تغاير مضمون الصلات أتم وأقوى فيما نحن فيه، فإن تكرير الموصول فيه كما يدل على تغاير القبيلتين يدل على تباين السبيلين أيضا. قوله: (أو طائفة منهم) عطف على قوله: «الأولون» أي ويحتمل أن لا يراد بالموصول الثاني الأولون بأعيانهم بل يراد بهم طائفة من الأولين لا كلهم، ويكون عطف هذه الطائفة على الأولين من قبيل عطف الخاص على العام تشريفا لهم وتعظيما من حيث إنهم جمعوا بين الإيمانين أصالة وهم مؤمنو أهل الكتاب أعني الإيمان بالقرآن والإيمان بالكتب المتقدمة، بخلاف من آمن بالقرآن من أهل الشرك فإن إيمانه بالكتب المتقدمة ليس أصالة بل إنما هو في ضمن إيمانه بالقرآن.
وإذا كان المراد بالموصول الثاني طائفة من الأولين وهم مؤمنو أهل الكتاب يكون الأولون
مخ ۱۹۶