189

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

فالغانم فالآيب على معنى أنهم الجامعون بين الإيمان بما يدركه العقل جملة يعني: يا ابن زيابة أنت إن تجدني لا تجدني راعي الأنعام في المراعي البعيدة مثلك.

والعازب من عزبت الإبل أي بعدت في المرعى. قوله: «وتلقني» عطف على جواب الشرط في البيت السابق، وقوله: «يشد» من الشد بمعنى العدو. والأجرد الفرس القصير الشعر، والبركة بكسر الباء صدر الإبل، يعني تجدني أعدو على فرس قصير الشعر متقدم الصدر مشرف إشراف الراكب على المركب. فقال ابن زيابة في جوابه: يا لهف زيابة الخ أي يا تحسر أبي من أجل الحارث فيما حصل له من مراده واتصف به من الأوصاف المتعاقبة، كأنه استهزأ بالحارث حيث أوهم إغارة قوم أبيه ونهب أموالهم بأن كنى عنها بالشد على الأجرد.

ويحتمل أن يكون الكلام محمولا على ظاهره بأن يتحسر حقيقة لأجل أنه رأى الحارث قد نال مقصوده أولا وإيابه إلى قومه مع السلامة آخرا وبعده:

والله لو لاقيته وحده ... لآب سيفانا إلى الغالب

أراد معي لكنه التفت إلى الغيبة ادعاء لظهور كون الغلبة له أي لقتلته ولأخذت جميع ما معه من سلبه، وتخصيص السيفين بالذكر لكون السيف عمدة أسباب المحارب وأصلها وكون أخذه مستتبعا لأخذ ما سواه. ويحتمل أن يكون المعنى لو خلوت به لقتلته أو يقتلني، وإياب السيفين مع الغالب كناية عن قتل أحدهما الآخر لا على التعيين لا قتل الشاعر إياه. قوله:

(على معنى أنهم الجامعون) متعلق بقوله: «ووسط».

قوله: (بين الإيمان بما يدركه العقل جملة) أي على الإجمال وهو قيد للإيمان وإشارة إلى الفرق بين الإيمان الواقع صلة للموصول الأول والواقع صلة للموصول الثاني. فإن الأول إيمان إجمال بالغائبات والثاني إيمان تفصيل بهذا المنزل وبما أنزل قبله. وأشار إلى فرق آخر بينهما بأن المؤمن به في الأول مما يدركه العقل ابتداء بخلافه في الثاني فإن الكتب المنزلة لا طريق إلى إدراكها ابتداء غير السمع فيكون المراد بالغيب موضوعات القضايا المصدق بها كالصانع سبحانه وتعالى وصفاته والبعث والحساب والميزان والجنة والنار ونحوها، ومعنى الإيمان بها التصديق بأحوالها. فإن القضايا قد يكون كل واحد من موضوعاتها ومحمولاتها محسوسا كقولنا: الثلج أبيض أو بارد وقد يكون كل واحد منهما معقولا كقولنا: الله واحد وصفاته أزلية، والبعث وما يترتب عليه مما أخبر به الشارع حق. وقد يكون الموضوع محسوسا والمحمول معقولا نحو محمد رسول الله والقرآن وما أنزل قبله كلام الله سبحانه وتعالى، وعكسه غير معقول فبقي ثلاثة احتمالات. فالتصديق المتعلق بما هو من قبيل القضايا الأولى ليس إيمانا بالغيب وهو ظاهر لأن الإيمان بالغيب يجب أن لا يكون مدركا

مخ ۱۹۵