162

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

أصل الأعمال وأساس الحسنات من الإيمان والصلاة والصدقة، فإنها أمهات الأعمال النفسانية والعبادات البدنية والمالية المستتبعة لسائر الطاعات والتجنب عن المعاصي غالبا.

كناية عن فعل جميع الحسنات وترك جميع السيئات من حيث إن الإيمان أصل مستتبع للحسنات كلها وإنها ثمرات لازمة وتابعة له. وأيضا الإيمان بالنسبة إلى سائر الحسنات بمنزلة الأساس لها من حيث إنه شرط لصحتها لا يعتبر شيء منها بدونه فلا توجد حسنة بدون الإيمان كما لا يوجد البناء بدون أساسه، وأن الصلاة أصل للعبادات البدنية والصدقة أصل للعبادات المالية فمن أتى بهما يأتي بسائر العبادات البدنية والمالية ولو لم يكونا أساسين لسائر العبادات البدنية والمالية لظهر أن صحة شيء من تلك العبادات لا تتوقف عليهما فظهر بهذا أن إتيان هذه الثلاثة مستلزم غالبا لإتيان سائر الطاعات، وأن واحدة منها وهي الصلاة أي فعلها مستلزم لترك السيئات لقوله تعالى: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر [العنكبوت: 45] واتضح أن قوله تعالى: الذين يؤمنون إلى آخر الثلاثة كناية عن فعل جميع الطاعات وترك جميع المنكرات وهما اللذان يدور عليهما أمر التقوى. فكانت الثلاثة المذكورة في نظم التنزيل قائمة مقام تفصيل أنواعها وتفصيل ما أجمل بلفظ (المتقين) فكانت الصفة كاشفة والعبارة الظاهرة في الدلالة على كون الصفة كاشفة أن يقال: الذين يفعلون الحسنات بأسرها ويتركون السيئات بأجمعها. إلا أنه عدل عنها إلى ما عليه نظم التنزيل لفوائد الأولى التنبيه على أن للحسنات أصولا يكتفي بذكرها عن تفصيل فروعها وأن واحدة منها وهي الصلاة تستتبع ترك السيئات، والثانية الدلالة على أن الحسنات منقسمة إلى قلبية وقالبية ومالية، والثالثة التنبيه بذكرها مرتبة على ترتبها في الفضل والشرف. قوله: (فإنها أمهات الأعمال النفسانية والعبادات البدنية) من قبيل اللف والنشر لقوله: «من الإيمان والصلاة والصدقة» وكلمة «من» فيه لبيان قوله: «ما هو أصل الأعمال» وقوله: «وأساس الحسنات» عطف تفسيري لقوله: «أصل الأعمال» وهو يتناول ترك السيئات أيضا لما مر أن الصلاة تستتبع ترك الفواحش والمنكرات. قوله: (غالبا) قيد لقوله: «المستتبعة لسائر الطاعات» المأمور بها والتجنب عن المعاصي المنهي عنها. والمستتبعة مرفوع على أنه صفة أمهات الأعمال وقوله: «والتجنب» مجرور معطوف على سائر الطاعات. وأورد الآية لإثبات كونها مستتبعة للتجنب عن المعاصي، وأورد الحديث لبيان استتباعها لسائر الطاعات فإن الصلاة لما كانت عماد الدين وإن من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين، وقد تقرر أن الدين هو الإسلام وأن الإسلام هو الطاعة والانقياد بامتثال الأوامر واجتناب المنهيات فلزم من ذلك أن إقامتها مستتبعة لإتمام الطاعة، وكذا يلزم من كون الزكاة جسر الإسلام كونها مستتبعة لذلك. وتقديم الآية على الحديث مع أن الترتيب ما يبين بهما على عكس ترتيبهما لأن الآية

مخ ۱۶۸