حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
ژانرونه
اللاحقة منها السابقة ولذلك لم يدخل العاطف بينها. [فالم] جملة دلت على أن المتحدى به هو المؤلف من جنس ما يركبون منه كلامهم، وذلك الكتاب جملة ثانية مقررة لجهة التحدي، ولا ريب فيه جملة ثالثة تشهد على كماله بأنه الكتاب المنعوت ولا حظ أنه روعي في تلك الوجوه جانب الألفاظ ووجه انتظامها على وجه الصحة مع سداد المعنى في الجملة وأن الاقتصار على هذا القدر لا وجه له في توجيه انتظام الكلام البالغ إلى أقصى مراتب البلاغة، لم يرض بما ذكره أولا لخلوه عن رعاية جانب المعنى وجزالته واعتبار الدلالة العقلية والارتباطات المعنوية واختار وجها آخر مشتملا على ما هو مدار البلاغة من رعاية جانب المعنى وجزالته أولا فقال: «والأولى أنها جمل متناسقة» أي منتظمة متماثلة بحيث يرتبط بعضها ببعض من غير أن يتخلل بينها حرف النسق يقال: خرز نسق أي منتظم والنسق من الكلام ما جاء على نظام واحد، والنسق بسكون السين مصدر قولك: نسقت الكلام إذا عطفت بعضه على بعض بحرف النسق، وبين وجه تناسقها وارتباطها بوجهين:
الأول ما ذكره بقوله: «تقرر اللاحقة منها السابقة» أي تؤكدها فيكون بينها كمال الاتصال فيمتنع تخلل العاطف بينها، والثاني ما ذكره بقوله: «أو تستتبع كل واحدة منها ما يليه استتباع الدليل للمدلول». قوله: (فالم جملة) الفاء فيه لتفصيل تقرير اللاحقة منها السابقة وصور كون الم جملة بأن جعله خبر مبتدأ محذوف وهو المتحدى به ويجوز أيضا أن يجعل مبتدأ محذوف الخبر أي المؤلف من جنس هذه الحروف هو المتحدى به وكل واحد من التقدير ظاهر على أن يكون افتتاح السورة ب الم للإيقاظ وقرع العصا لينبه السامع على أن إعجاز القرآن المتحدى به ليس إلا لكونه وحيا إلهيا لا لكونه منزلا على غير لغتهم ومؤلفا من غير ما يركبون منه كلامهم. وإما على تقدير أن يكون افتتاحها به لأجل كونه اسما للسورة أو القرآن فوجه تقرير الم بالمؤلف منها مع أنه حينئذ اسم علم لأحدهما ما مر من تسمية السور أو القرآن بأسامي حروف الهجاء خاصة للإشعار بأن المسمى بها ليس إلا كلمات عربية معروفة التركيب من مسمياتها، فإذا قيل: المتحدى به هو الم بمعنى هو هذه السورة أو القرآن؟ يفهم منه أنه هو المؤلف من جنس هذه الحروف. والمقصود من الإشعار بكون هذه السورة أو القرآن مؤلفا من مسميات هذه الأسماء تحدي المرتابين في حقيته وإثبات أن القرآن وحي إلهي لا كلام البشر وإلا لما عجزوا عن آخرهم عن إتيان مثله.
ويحتمل أن يكون تقرير الم المؤلف منها مبنيا على أن المختار عنده أن لا تكون الفواتح أسماء للسور وهذا ظاهر من قوله: «والوجه الأول أقرب إلى التحقيق» الخ.
قوله: (بأنه الكتاب المنعوت) متعلق بقوله: «مقررة» يعني أن جملة ذلك الكتاب لدلالتها على حصر الكمال على معنى أنه الكتاب الكامل الذي لا يستحق غيره أن يسمى كتابا
مخ ۱۶۳