Hashiyat al-Sindi ala Sahih al-Bukhari
حاشية السندي على صحيح البخاري
ژانرونه
2 كتاب الإيمان
قوله : (وهو قول وفعل) الضمير للإيمان الذي هو عنوان الكتاب ، وليس معنى كونه قولا وفعلا أن كلا منهما جزء من الإيمان على وجه ينتفي الإيمان بانتفائه ، فإن السلف لم يقولوا بذلك بل معناه أن كلا منهما يعد جزءا من الإيمان تارة ، ويطلق اسم الإيمان عليه أخرى شرعا ، ومعنى قوله يزيد وينقص أنه يوصف بالزيادة والنقصان في لسان الشرع أعم من أن يكون ذلك الوصف وصفا له باعتبار أمور خارجة عنه ، والسلف كانوا يتبعون الوارد ولا يلتفتون إلى نحو تلك المباحث الكلامية التي استخرجها المتأخرون ، ثم استدل على أنه يوصف بالزيادة بآيات واكتفى بها عن الدليل على أنه يوصف بالنقصان لكفاية المقابلة في ذلك ، فإن الموصوف بالزيادة لا محالة يتصف بالنقصان عند عدم تلك الزيادة.
ويمكن أن يجعل قول عمربن عبد العزيز ، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان من أدلة اتصاف الإيمان بالنقصان ، ثم الاستدلال بما فيه نسبة الزيادة صريحا إلى الإيمان ظاهر ، وأما ما فيه نسبة الزيادة إلى الهدى فوجه الاستدلال به أن زيادة الهدى لا تخلو عن زيادة الخيرات من الأقوال والأفعال ، وكل ذلك إيمان فثبت بزيادة الهدى زيادة الإيمان. ثم استدل على أن الإيمان قول وفعل بحديث الحب في الله والبغض في الله من الإيمان ، فإنه قد عد فيه بعض الأعمال من الإيمان.
مخ ۱۱