حسنه او بد
الحسنة والسيئة
پوهندوی
-
خپرندوی
دار الكتب العلمية،بيروت
د ایډیشن شمېره
-
د خپرونکي ځای
لبنان
ژانرونه
تصوف
لك من الله من شيء، يا عباس عم رسول الله، لا أملك لك من الله من شيء ".
وفى الصحيح أيضًا: " لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بعير له رُغَاء أو شاة لها يُعَار أو رِقَاع تَخْفِق، فيقول: أغثني، أغثني، فأقول: قد أبلغتك، لا أملك لك من الله تعالى من شيء ".
فيعلم من هذا: أن قوله: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ﴾ [الزخرف: ٨٦]، و﴿لَا يَمْلِكُونَ
مِنْهُ خِطَابًا﴾ [النبأ: ٣٧]، على مقتضاه، وأن قوله في الآية: ﴿لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ﴾ كقوله ﷺ: " لا أملك لكم من الله من شيء " وهو كقول إبراهيم لأبيه: ﴿وَمَا أّمْلٌكٍ لَكَ مٌنَ اللهِ مٌن شّيْءٍ﴾ [الممتحنة: ٤] .
وهذه الآية تشبه قوله تعالى: ﴿رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾ [النبأ: ٣٧، ٣٨]، فإن هذا مثل قوله: ﴿يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾ [طه: ١٠٩]، ففي الموضعين اشترط إذنه. فهناك ذكر " القول الصواب " وهنا ذكر " أن يرضي قوله ". ومن قال: الصواب رضي الله قوله، فإن الله إنما يرضي بالصواب.
وقد ذكروا في تلك الآية قولين:
أحدهما: أنه الشفاعة أيضًا كما قال ابن السائب: لا يملكون شفاعة إلا بإذنه.
والثاني: لا يقدر الخلق على أن يكلموا الرب إلا بإذنه. قال مقاتل: كذلك قال مجاهد: ﴿لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا﴾ قال: كلامًا. هذا من تفسيره الثابت عنه، وهو مِن أعلم أو أعلم التابعين بالتفسير.
1 / 140