سليمان جميل. (بيت نعيمة من الداخل هو مكان هذه المسرحية، وزمانها بعد مرور سنوات طويلة على حادث الغدر بحسن وقتله في ذات المكان.
وحين يفتح الستار يفتح على صدر أو «دهليز» بيت من تلك البيوت القروية، المتهدلة القليلة بأعمدتها الطينية، والتي كثيرا ما تتكون من طابقين. تلك البيوت التي يمكن أن توجد متداخلة على بيوت الفلاحين الواطئة، والتي لا بد وأن جيرها تساقط مع شراعاتها ... دواوينها القديمة بدككها، ومصاطبها المفروشة بالحصر، وفراء الخرفان.
إلى اليمين - قليلا - توجد سلالم لها دربزين خشبي يقود إلى الدور الثاني حيث تقيم نعيمة، ويجاور السلالم مزير - أي بناء طيني - يعلوه زيران قديمان، ويحيط به نبات الصبار العجوز.
هنا وهناك أدوات منزلية، ومصاطب وكتب بلا لون.
إلى اليمين يبدو مدخل حجرة الأم، الحجرة نصف مظلمة، وإلى اليسار يبدو مدخل حجرة الأب، وإلى الخلف مدخل أو سرداب، يفضي إلى الباب الخارجي العريض المحكم الإغلاق بالمزلاج، ويؤدي إلى الحارة التي يقع البيت فيها.
حين يضاء المسرح إضاءة باهتة تدلف الأم من حجرتها، والأم هنا امرأة في العقد الخامس، سريعة الحركة، متحفزة، لا تسكن أبدا، تتأمل المكان قليلا، تبحث عن شيء، تتعثر، تتجه ناحية السلالم محاولة الإمساك بفرخ بط كبير، تحاوره قليلا، تتوقف شاردة.)
الأم (لنفسها) :
دا النهارده العيد (تزفر)
والناس فرحانة بره البيت. (تتوقف)
واحنا لازم نفرح زي الناس بالعيد. (تمسك بفرخ البط شاردة)
ناپیژندل شوی مخ