هارون الرشيد مع انس الجليس
هارون الرشيد مع أنس الجليس
ژانرونه
سنستطلع يا ابن الفضل، ونميز الصدق من الختل ... خذهما يا إبراهيم الآن، ويهونها العظيم المنان (يذهبون).
الجزء الثامن (الخليفة - جعفر - حجاب)
الخليفة :
أيمتطى يا جعفر غارب ظلم، أو يراش أحد من الرعية بسهم. وقد جعلناك لسان الدولة، ولقمان الحكمة، وقسطاس الأعمال، والرئيس على العمال، ويتجرأ ابن سليمان، على مثل هذا العدوان؟!
جعفر :
أنا - يا مولاي الأريب - لا أستوجب ملاما ولا تأنيب؛ لأني أفقه يا ذا الرفعة والرواء، ما يجب على أمناء الملوك والخلفاء، من الصدق والصيانة، والنصح والأمانة، والسياسة واللسن، والإدراك الحسن، وأن يكون المؤتمن أمينا، وفي كل حال ثابتا متينا، صدوق النطق، دائرا مع الحق، يقظان مراقب، في الخواتيم والعواقب، مقيما كل واحد في مقام لا يتعداه، ومنصب معلوم لا يتخطاه؛ حتى تستقيم بذلك أحوال المملكة، وتصان من الوقوع في مهاوي التهلكة، ويطمئن خاطر مخدومه، ويركن إليه في منطوق فعله ومفهومه. ومنذ جعلتني، يا مولاي، لسان الدولة العباسية، ما فهت ضدها بكلية ولا جزئية، ولا سمعنا ما يوجب السؤال، والشاهد ذو الجلال، ومحمد بن سليمان، ما سمعنا عنه سوءا قبل الآن، وشكوى علي نور الدين، خبر يحتمل الشك واليقين، وبأمرك سنعطي له كتاب، ونأمره بسرعة الإياب، ونتبعه سرا على الأثر، وستنجلي لنا صحة الخبر. وبعدها، يا ملجأ الورى، الأمر إليك فيما ترى.
الخليفة :
قد أزعجني - يا جعفر بن سليمان - بما فعله مع الفضل من العدوان؛ فمره بلسان العنف والغضب، أن يرد ما هاض وما استلب، ويعيد الفضل مبجل، ويحضر إلينا بالعجل، ومعه ابن ساوي، ذو الزيغ والمساوي.
جعفر :
أمرك يا ذا الجلال، ومعدن الجود والأفضال، وستغشاه ندامة الفرزدق، إذا كان ظلمه محقق.
ناپیژندل شوی مخ