فقال كمال في عنف: فماذا جئت تفعل هنا؟ ألا يجوز أن يأتي الآن سي صلاح ... صلاح فلا يجدك ويعود؟
ولكن الزهار قال: تريث يا أبا كمال هل قلت لوطنية أن تأتي إليك بالعشاء؟
فقال كمال: نعم، أمن أجل هذا تركت مكانك؟ أين هي؟ - أمرتها أن تنتظر حتى أعود إليها، بنت الكلب هزئت مني، أردت أن أضع اللثام حين رأيتها قادمة فإذا هي تقول: «مبروك البرقع يا زهار.» فأردت أن ...
فقال كمال مبتسما: اذهب يا زهار إلى مكانك وأرسل وطنية، ولا تضيع الوقت.
وخرج الزهار، والتفت الدفراوي إلى كمال يسأله في تمحل محاولا أن يفتح لنفسه طريقا للمزاح مع الزعيم: خير يا أبا كمال، هل نحن اليوم مدعوون إلى العشاء عندك؟
فقال كمال في جد ورضى: العشاء على حسابي في كل يوم نقوم فيه بعملية. - يا زين الرجال يا أبا كمال.
وأقبلت وطنية بعد حين بالعشاء، وما إن دخلت حتى قالت: مساء الخير يا جماعة.
فإذا كمال يقول لها في حزم: اخرسي يا بنت، جماعة في عينك قليلة الأدب. - لماذا يا سي كمال؟ أكل هذا؛ لأني قلت يا جماعة؟ ألستم جماعة الخير أم ظننتني - لا قدر الله - أقصد الجماعة التي يقصدها الفلاحون حين يتكلمون عن نسائهم؟
وأدرك كمال أن الإطالة في الحديث قد تؤدي به إلى موقف لا ترضاه الزعامة، فأقصر عن النقاش وسأل وطنية: ماذا أحضرت لنا؟ - أوامر سعادتك كلها يا كمال بك: فراخ وحمام ولحم وأرز، وسعادتك قلت إنك لا تريد خضارا؛ لأن نفسك ملته أيام الفقر.
فقال كمال مسارعا: طيب، طيب، اقعدي كلي معنا. - لا، أكثر الله خيرك، قد تركت نصيبي في البيت وسأتعشى وحدي ...
ناپیژندل شوی مخ