فقال الحاج علي: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال الشيخ رضوان: لا حول ولا قوة إلا بالله. •••
وقصد الشيخ حسن مع ابنه صلاح إلى منزله ودلفا إليه فوجدا فضيلة تصلي العشاء، ووجدا بجانبها الموقد والعيش وما تحتاج إليه القهوة، فتركاها تنهي صلاتها، ودخلا مخزن القطن، فوجدا الأنفار يعبئون القطن على ضوء المصباح، فحياهم الشيخ حسن، وخلع صلاح جلبابه واستعد ليأخذ مكانه مع الأنفار وهو يقول: «كان الله في العون يا رجال.» وما لبث أن غاص في كيس وعلقه إلى سقف المخزن وهو يقول: «علي بالمدد يا رجال، هاتوا القطن لأريكم كيف يكون الكبس.»
فتركهم الشيخ حسن وخرج إلى زوجه فوجدها قد انتهت من صلاتها، فحياها ثم طلب إليها أن تحمل الموقد والعشاء وتلحق به إلى المقعد ريثما يصلي هو فرض العشاء، فأومأت له أنها ستفعل، فقد كانت لا تزال تسبح بعد الصلاة. •••
أما نور فقد انطلق إلى بيت النمرود يحمل في ليلته أنباء ضخاما؛ فقد كان سفيرهم إلى بيت العمدة ليتسمع الأخبار فتسمع وتزود منها ما لا تطيق جعبته أن تحمل، وراح يقطع طريقه لا يدري بأي أخباره يبدأ وبأيها ينتهي، وراح يصور في ذهنه كيف سيطلق أخباره من عقالها الذي طال عليه الأمد من طول الطريق وانفراده فيه.
وبلغ نور منزل النمرود ودخله فوجد الجمع كما توقع أن يجدهم، الزهار على الأرض يعد الجوزة ويديرها، وكمال في الصدر على الأريكة يحف به التبجيل والتوقير، ويحف به أيضا النمرود والدفراوي.
12
فرغ الشيخ حسن من تناول عشائه وقهوته وراح يكمل سمره مع زوجته، وراحت هي تعلق على حديثه بما يرضيه، فما تعودت أن تلقي إلى سمعه إلا ما يرضيه، وأحس الشيخ بعض برودة في الحجرة فقال لزوجته: بالله يا فضيلة اقفلي الشباك، فإني أحس بعض برودة.
وقامت فضيلة إلى الشباك فأقفلته، وراحا يتحدثان مرة أخرى، ولم يطل بهما الحديث إذ ما لبث حجر أن اقتحم عليهما الغرفة محطما الزجاج في سبيله إليهما، واستقر الحجر أمام الشيخ حسن، فسارعت فضيلة إلى الشباك وهي تسب الأطفال الأشقياء الذين لم ينالوا من آبائهم الكلاب حظ تربية، وفتحت فضيلة الشباك وراحت تدور بعينيها في الظلام فلم تر أحدا، ولكنها أطالت الوقفة والسباب منتظرة أن يأمرها الشيخ حسن بالعودة إلى مكانها، ولكن الشيخ حسن كان مشغولا بأمر جليل.
أمسك الشيخ حسن بالحجر الذي استقر أمامه وأراد أن يعطيه إلى زوجه المشغولة بالسباب لتلقيه إلى الشارع، ولكن يده لامست شيئا غريبا معلقا بالحجر تبينه، فإذا هو ورقة مطوية، نشرها فإذا هي خطاب موجه إليه:
ناپیژندل شوی مخ