جنګ او سوله
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
ژانرونه
قال بيير وهو يمر بيده على جبينه فجأة، وأفكاره عالقة بالأب موريو: لا شك أنه ينتمي إلى محفل ماسوني.
فاستوقفه الأمير بإشارة من يده وأعقب: دعك من هذه الترهات ولنتحدث جديا، هل بحثت مسألة الحرس الراكب؟ - كلا، لكنني أهدهد فكرة واتتني في هذه البرهة، أود أن أعرضها عليك؛ إننا الآن في حرب مع نابليون، ولو أن الحرب كانت حرب تحرير، لكنت أول من انخرط في عداد المحاربين، أما وأننا سنكون سائرين على أعقاب بريطانيا والنمسا ضد أقوى رجل وأعظم رجل في العالم، فإن هذا لا يروق لي.
اكتفى الأمير بهز كتفيه جوابا على تلك الآراء الصبيانية. كان يشعره بتلك الحركة بأن أقواله لا تستحق جوابا أحسن من ذلك الجواب؛ إذ ماذا كان يستطيع أن يقول جوابا على مثل تلك الاستنتاجات الساذجة؟ وأخيرا قال: لو أن كل محارب كان يسير مدفوعا بمبادئ يؤمن بها، لما وقعت حرب قط.
فأجاب بيير معقبا: ولكان الأمر خيرا وأفضل.
ابتسم الأمير موافقا وقال: لا شك، لكن ذلك لن يقع أبدا. - إذن، لم تذهب إلى الحرب؟ - لماذا؟ الحقيقة لست أدري؛ لأنه يجب أن أذهب، ثم لأنه ...
وتردد الأمير برهة، ثم أردف: لأن الحياة التي أعيشها هنا لا تروق لي.
الفصل السابع
زوجة الأمير
تناهى إلى سمعه حفيف ثوب في الغرفة المجاورة، فانتفض الأمير شأن النائم الذي أوقظ في غير رفق، وعادت تقاطيع وجهه تتخذ ذلك الطابع الذي بدت عليه في حفلة آنا بافلوفنا، بينما أصلح بيير من جلسته، دخلت الأميرة. كانت قد أبدلت ثوبها الرسمي بآخر منزلي، لكنه لم ينقص شيئا من بهائها ورشاقتها، فنهض الأمير وقدم لها مقعدا وهو يهش لها، فتهالكت جالسة عليه.
قالت باللغة الفرنسية - كعادتها: إنني أتساءل دائما كيف لم تتزوج آنيت حتى اليوم. إنكم جميعا حمقى أيها السادة؛ لأنكم لم تظفروا بها. اعذروا حديثي، ولكنكم لا تفقهون شيئا في شئون النساء. يا لك من مشاكس منازل يا سيد بيير!
ناپیژندل شوی مخ