119

د مصر په نولسمه پېړۍ کې د ژباړې حرکت

حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر

ژانرونه

ازدهرت الترجمة في العشرين سنة الأخيرة من هذا القرن ازدهارا لم يكن له مثيل في العصور السابقة، وقد تناولت جميع نواحي الحياة العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأدبية، وإذا كنا نرى الحكومة في هذه الفترة تستمر في تشجيع المترجمين للانتفاع بقدرتهم على ترجمة الكتب المدرسية، والمراسلات الرسمية، فإننا نجدها مع ذلك لم تتبع سياسة مستقرة في تعليم اللغات، أو إنشاء مدارس الترجمة لإعداد الطلبة، أو إنشاء أقلام الترجمة في المصالح والدواوين، ويلوح أن أهم ما أثر في الحياة العلمية هذا الأثر هو تلك الحالة السياسية المضطربة التي نشأت من تدخل الدول الأجنبية في شئون مصر المالية. ثم تدخل الإنجليز في شئونها السياسية فاحتلالهم لها عسكريا إثر ثورة عرابي باشا. (7-1) الترجمة وتعليم اللغات في المدارس

قال جرجي زيدان في الجزء الرابع من كتاب تاريخ أدب اللغة العربية: «لما احتل الإنجليز مصر سنة 1882 كانت قاعدة التعليم في هذه المدارس اللغة العربية، ومن أراد إتقان اللغات الأجنبية دخل مدرسة الألسن، ومن هذه المدرسة يخرج المترجمون. ثم أخذت الحكومة بعد الاحتلال في تنظيم المدارس على نسق جديد، وأهم ما حدث فيها إقفال مدرسة الألسن، وإغفال البعثات إلى أوروبا، وإبطال التعليم المجاني، وجعل قاعدة التعليم بإحدى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقلت العناية باللغة العربية رويدا رويدا. فبعد أن كانت معظم ساحات التدريس عائدة إلى إتقانها أخذت تتحول إلى اللغات الأخرى تدريجا حتى صارت ساعات التدريس للعربية أقل من ساعات التدريس لسواها. فضعف شأن اللغة العربية.» (7-2) تقرير علي باشا إبراهيم والترجمة

في شهر مايو سنة 1880 قدم المرحوم علي باشا إبراهيم ناظر المعارف تقريرا إلى رياسة مجلس النظار يشمل عدة اقتراحات؛ لنشر التعليم، وتوسيع دائرته، والنهوض بمدارس نظارة المعارف. فرفعه رياض باشا رئيس مجلس النظار إلى الحضرة الفخيمة الخديوية مقترحا تشكيل قومسيون (لجنة) لبحثه ورسم الخطة المثلى.

وإذا تعمقنا في بحث هذا التقرير وجدناه منصرفا بوجه خاص إلى إتقان تعليم اللغات الأجنبية في المدارس الثانوية والخصوصية لإعداد تلاميذ المدارس الأميرية لمزاحمة إخوانهم المتخرجين في المدارس الأوروبية من مصريين ومتمصرين وأوروبيين في الوظائف الحكومية، واقترح علي باشا إبراهيم لرفع مستوى المدرسين إنشاء مدرسة تسمى «دار العلوم التوفيقية» إلى جانب مدرسة دار العلوم القائمة منذ عهد إسماعيل لتقوية المدرسين في اللغة العربية، وغرضها تقوية الأساتذة في اللغات الأوروبية وسائر العلوم الغربية، كما اقترح لتحسين الكتب المدرسية إنشاء مجلس للتعليم يقيم في الديوان نفسه، ويكون من بين اختصاصاته تنظيم البرامج المدرسية وبحثها، واختيار الكتب اللازمة وإقرارها، والأمر بتأليف أو ترجمة كتب أخرى، ولتحقيق هذا الغرض أوصى بوضع قلم الترجمة تحت إشراف الديوان.

وعلق المستر «هيورث دن» على هذا الاقتراح الأخير فقال: «إن المؤلفين - أو بالأحرى المترجمين - يكتفون بالترجمة والنقل والجمع من مؤلفات الأوروبيين، فيعرضونها على المجلس كأنها من وضعهم.» (7-3) تقرير اللورد

Dufferin «دوفيرين»

وفي فبراير سنة 1883 أرسل اللورد دوفيرين إلى اللورد غرانفيل تقريرا شاملا للحالة في مصر جاء فيه ما يأتي خاصا بمدرسة الألسن: «يجب أن يعاد تنظيم مدرسة الألسن كي يتخرج فيها عدد أكبر من المترجمين والكتبة للمصالح الحكومية. أما في الوقت الحاضر: فقد صار معظم المترجمين في الدواوين من السوريين الذين يمتازون بثقافة عالية تلقوها في المدارس التي أنشأتها البعثات الأمريكية والفرنسية والألمانية في سوريا. ثم إن الكتب المستعملة في المدارس الفنية أصبحت لا تفي بالغرض المنشود، ويعود ذلك إلى أسباب منها إنفاق بعض الوقت في ترجمة الكتب إلى العربية ونشرها، وكان عدد التلاميذ في مدرسة الألسن في هذه السنة 23 طالبا.»

34

وإذا فرغنا من بسط محتويات هذين التقريرين فيما يتعلق بالترجمة ننظر الآن في شئون الترجمة في بعض المدارس. (7-4) مدرسة الألسن وقلم الترجمة

ذكرنا من قبل أنه تعذر علينا العثور على تاريخ لتحويل مدرسة الإدارة والألسن إلى مدرسة الحقوق والإدارة، وقد ذكر المستر «هيورث دن» والمسيو شونسكي

ناپیژندل شوی مخ