د اصلاحي حرکتونو او په نوي اسلامي ختيځ کې د ثقافت مرکزونو په اړه محاضرې
محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث
ژانرونه
المركز الأول: الهند
أحمد سرهندي - شاه ولي الله دهلوي (1) دخول الإسلام الهند وانتشاره بها
دخل الإسلام الهند عن طريقين: (1)
طريق السند، وقد دخل هذه المنطقة مع جيش البطل الشاب الفاتح محمد بن القاسم الثقفي في سنة 92ه، الذي استطاع أن يهزم ملك السند «داهر»، وأن يحاصر مدينة «الملتان» إلى أن استولى عليها، وحطم ما في معابدها من أوثان وأصنام، وقد امتدت فتوح محمد بن القاسم حتى شملت إقليم السند كله وجنوب البنجاب.
وظلت هذه الإمارة تابعة للخلافة، وعن طريقها انتشر الإسلام رويدا رويدا في المناطق الهندية المجاورة. (2)
والطريق الثاني هو منطقة الحدود الشمالية الغربية، وعبرها انحدرت جيوش محمد بن سبكتكين - أو محمود الغزنوي - (388-421ه) ففتحت إقليم البنجاب، وتقدمت حتى استولت على دلهي ومعظم الأجزاء الشمالية من الهند.
وتوالت على هذه المنطقة دول إسلامية كثيرة، إلى أن كان القرن السادس عشر، وانحدر بابر عبر نفس الطريق بجيوشه المغولية، مكونا دولة الأباطرة العظام التي مدت سلطانها حتى شمل معظم أجزاء الهند، والتي ظلت تحكم شبه القارة الهندية نحو ثلاثة قرون.
ونتيجة لهذه الفتوح ولقيام هذه الدول الإسلامية المتتابعة؛ انتشر الدين الإسلامي في جميع أنحاء الهند، ولكننا نلاحظ أن هناك عاملا آخر كان أكثر تأثيرا في انتشار الإسلام في الهند، وذلك هو سبيل الدعوة الدينية السلمية التي تسير مع ركب الحياة وتطورها؛ فعن طريق التجار واتصالاتهم، وعن طريق الفقهاء والوعاظ ودروسهم، وعن طريق العلماء والمتصوفة ورحلاتهم ومدارسهم؛ انتشر الإسلام بين الهنود، فهؤلاء جميعا كانوا في معظمهم من العرب، أو من المثقفين بالثقافة العربية، في حين أن الفتوح الإسلامية - باستثناء الفتح الأول الذي قاده محمد بن القاسم - قامت بها جيوش وعناصر غير عربية من الترك والفرس والمغول.
وهذه ناحية هامة نعتبرها مفتاح دراسة الإسلام في الهند؛ فإن هذه الجيوش التركية والمغولية كانت في معظمها حديثة عهد باعتناق الإسلام، وقد نقلت معها معالم الثقافة الفارسية ومظاهر الحياة التركية والمغولية؛ ولهذا انتشرت في المجتمع الإسلامي بالهند اللغة الفارسية ثم اللغة الأوردية، ولم تنتشر اللغة العربية، وبالتالي لم تزدهر الثقافة العربية في الهند ازدهارها في الأقاليم والدول الإسلامية الأخرى، وساعد على هذا أن معظم العلماء والمشايخ الذين وفدوا على الهند كانوا من علماء ما وراء النهر، وهؤلاء كانوا من أتباع مذهب أبي حنيفة، يعتمدون على كتب المتأخرين من فقهاء هذا المذهب، كما كانوا شغوفين بعلوم اليونان القديمة، ولغتهم الثقافية الأثيرة لديهم هي اللغة الفارسية؛ ولهذا اصطبغت الثقافة الإسلامية في الهند بهذه الصبغات الثلاث، ولم تقم على أسس سليمة قوية من الثقافة العربية.
ولكن ليس معنى هذا أن الهنود لم يعرفوا اللغة أو المؤلفات العربية، بل لقد عرفوها وانتشرت بينهم، وتعلمها الكثيرون منهم، بل وألفوا بها، ولكن الذي نعنيه أنها كانت أقل انتشارا وتأثيرا في المجتمع الإسلامي الهندي إذا قورنت بالثقافتين الفارسية والتركية المغولية.
ناپیژندل شوی مخ