فصل في الكلام في الألوان والطعوم والروائح
اعلم أن هذه أعراض؛ وهي صفات ضرورية للأجسام، والدليل على أنها أعراض أنها لا تقوم بنفسها، وأنها تبطل بأضدادها؛ وكذلك الضياء والظلمة، واللين والخشونة، والحرارة والبرودة. ومعرفة هذه الجملة فروع، ومن تأول في الفروع فأخطأ لم يحكم عليه باسم الكفر، ولا يحكم عليه باسم الفسق، ولا يحكم عليه بأنه معاقب بذلك.
فأما الأصول فإن من تأولها فأخطأ فإنه معاقب مأثوم. فإن كان في خطائه مخالفا للمسلمين، موافقا فيه للكافرين، فهو كافر لموافقة الكافرين في قولهم، مثال ذلك: من زعم أن القرآن قديم، ومن يزعم أن الله يرى يوم القيامة (بالأعيان)، ومن يزعم أن الله أجبره على فعله، وهؤلاء قد خالفوا المسلمين، ووافقوا الكفار في قولهم. أما موافقة الكفار فإن الكفار الثنوية ادعو إلهين قديمين، وهؤلاء يقولون: القرآن قديم مع الله، فأثبتوا إلهين قديمين. والذين يقولون: إن الله يرى يوم القيامة وافقوا الكفار في توهمهم أن الله يرى بالأعيان فقالوا: يا موسى (أرنا الله جهرة) . ومن يزعم أن الله أجبره على فعل القبيح والحسن، فإنهم وافقوا الكفار في قولهم: {لو شاء الله ما أشركنا }[الأنعام:148]، وبموافقتهم للكافرين خالفوا المسلمين. ومن كان في خطائه وتأويله موافقا للفاسقين مخالفا للمؤمنين فهو فاسق، من ذلك: من يتأول خلاف الكتاب والسنة والإجماع وليس معه علم من الكتاب والسنة والإجماع، فيكون فاسقا لحكمه بخلاف ما أنزل الله؛ قال الله تعالى:
مخ ۱۰۰