284

ولقد قال تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم}[الإسراء:31]، فلو لم يجعل الله أجلا وأرزاقا ثم ابتلاهم لم يكن ليقول: {نحن نرزقهم وإياكم} وما كان الله يعدهم الرزق وقد قضى عليهم الموت، إلا أنهم حين أطاعوا ربهم وانتهوا رزقوا هم وأولادهم إلى ما شاء الله من آجالهم،فمن شاء تبارك وتعالى أن يقدم أجله قدمه، ومن شاء أن يؤخر أجله أخره إلى أجله، إذا ترك آباؤهم الاعتداء عليهم. وقد سئل قوم عن قول الله تعالى: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا}[آل عمران:145].

فقالوا: القتل هو الموت. ولسنا والحمد لله ننكر أن النفس لا تموت إلا بإذن الله، ولكن الأجل في ذلك أجلان: أجل العباد فيه مبتلون، وأجل إلى الله، فإن ترك العباد فيه الاعتداء على العبد، فإن شاء الله أن يقبضه في تلك الساعة فعل، وإن شاء أن يؤخره فعل، والأمر في ذلك إلى الله في الموت والحياة، إن شاء الله أن يصرف اعتداء العباد فعل، وإن شاء أن يتركهم واعتداءهم فعل، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((الدعاء يرد القضا ، وإن البر يزيد في العمر، وإن الحج ينفي الفقر، وإن صدقة النهار تنفي ميتة السوء، وإن صدقة الليل تطفئ غضب الرب)).

مخ ۳۵۷