283

وأما ما احتجوا به من قول الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }[الذاريات:56]، فالمراد به المتعبدون منهم كما قال تعالى: {والعصر ، إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [العصر:13]، والأطفال من الناس لم يؤمنوا ولا عملوا الصالحات فلما لم يستثنهم من الخسر (ولم يكونوا ممن استثنى) علمنا أن الآية خاصة للمتعبدين من الناس، فكذلك الآية الأولى، فلا حجة لهم بهذه الآية.

وأما ما روي عن القاسم، والمؤيد بالله عليهما السلام في ذكر العمر الطبيعي فإن مرادهما غاية العمر، وأكثر ما يعمر أهل العصر؛ لأنهما ذكرا المفقود، وليس غرضهما (أنه) العمر الذي لا يأذن الله بموت أحد قبله.

وقد قال محمد بن القاسم عليهما السلام -في كتاب الآجال في مسائل علي بن جهشيار الطبري ردا على من زعم أن القتل بقضاء الله:

مخ ۳۵۶