278

وأيضا فإن المواريث رزق من الله بالإجماع، وليست المواريث سواء؛ وقد جعل الله لبعض الورثة كل المال، ولبعضهم نصفه، وجعل لبعضهم ثلثه، ومنهم من جعل له الربع، ومنهم من جعل له السدس، ومنهم من جعل له الثمن، فأين المساواة من الله في المواريث؟ فهذا منهم غلط في الحساب وفي اعتقادهم!! وأعجب من هذا في المواريث: أنه لو ماتت امرأة وتركت زوجها وأمها، وإخوتها لأمها، وأخاها لأبيها وأمها؛ أنه يقضى لزوجها من مالها بالنصف، ولأمها بالسدس، ولإخوتها لأمها الثلث، ولا شيء لأخيها لأبيها وأمها، فبطل ما قالوا من المساواة في الرزق.

وأما قولهم: (إن الله ساوى بين الناس في الموت والحياة) فإن الله لم يساو بينهم في الموت والحياة فيما زاد على مائة وعشرين سنة، وقد فرق بينهم في الموت والعمر فيما فوق مائة وعشرين، فمن الناس من عمر مائة وثلاثين وأكثر من ذلك إلى ألف سنة؛ قال الله تعالى في نوح عليه السلام: {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما }[العنكبوت:14]، وكما كان الاختلاف موجودا في الزائد على مائة وعشرين كذلك فيما دون المائة والعشرين.

وأما قولهم: (إنه لا يموت أحد قبل هذا الحد الذي حدوه بقضاء الله وفعله، بل بسبب عارض لم يرده الله)، وهذا القول ينتقض عليهم من وجوه:

مخ ۳۵۱