د معرفې حقایق
حقائق المعرفة
ژانرونه
ولم يبتل أحد بمثل ما ابتلى الله به خليله إبراهيم عليه السلام، فإنه ابتلاه بذبح ولده إسماعيل عليه السلام من بعد أن دعى ربه أن يهب له ولدا صالحا لتوحده وانفراده من الأولاد والأصحاب. فلما وهب له ولدا صالحا أمره بذبحه؛ فهذا هو البلاء العظيم الذي لم يبل به سواه، قال الله تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه السلام: {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين ، رب هب لي من الصالحين ، فبشرناه بغلام حليم ، فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ، فلما أسلما وتله للجبين ، وناديناه أن ياإبراهيم ، قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ، إن هذا لهو البلاء المبين ، وفديناه بذبح عظيم}[الصافات:99107]، ومثل هذا البلاء لا تطيقه النفوس، وقد تطيقه الأجساد. وقول الله تعالى: {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به }[البقرة:286]، المراد: ولا تحملنا ما لا تطيقه نفوسنا. فأما الأجساد فإن الله لا يحملها ما لا تطيق؛ وذلك لا نخاف وقوعه من الله، وإنما أمرنا الله بالدعاء مما نخاف وقوعه منه أن لا يوقعه بنا.
مخ ۳۳۱