254

وذهبت المطرفية إلى أن الله لم يرزق العاصي، وأن كل ما تناوله العاصي من الحلال والحرام غصب اغتصبه، وليس برزق له، ولم يسمعوا قول الله تعالى: {الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء}[الروم:40]، وهذا خطاب من الله يقال للمشركين، وقال تعالى: {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا}[الإسراء:20]، وقال تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيدا ، وجعلت له مالا ممدودا ، وبنين شهودا ، ومهدت له تمهيدا ، ثم يطمع أن أزيد}[المدثر:11-15]، وقال تعالى: {لإيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}[قريش:14]، وقال تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم}[الإسراء:31]، وقال تعالى -حاكيا عن إبراهيم عليه السلام: {وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا}[البقرة:126]، وقال: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم}[الأنعام:94]، وهذا في القرآن كثير. ومن أنكر هذا فقد أنكر نعمة الله.

مخ ۳۲۷