وقد ندب الله تعالى إلى قبول الحق بالبراهين والحجج، وذم المعرضين والغافلين عن معرفة الآيات والبينات؛ فقال عز من قائل: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}[البقرة:111]، وقال تعالى في ذم من اتبع الظن والهوى، ومال إلى الغفلة وترك النظر: {ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون ، حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون}[النمل:83-84]، وقال عز من قائل: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون}[الجاثية:24]، وقال عز من قائل: {إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا}[النجم:28]، وقال تعالى وعز من قائل: {إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ، أولئك مأواهم النار...}الآية[يونس :7،8]، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((تعلموا القرآن وعلموه الناس ، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، فإني امرؤ مقبوض، وإن العلم سيقبض من بعدي، ويختلف الرجلان فلا يجدان من يفصل بينهما))، وروي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قوام المرء عقله ، ولا دين لمن لا عقل له))، وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إنما يدرك الخير كله بالعقل ، ولا دين لمن لا عقل له))، وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ما تم دين إنسان قط حتى يتم عقله ))، وروي عن النبيء صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((جد الملائكة واجتهدوا في طاعة الله على قدر عقولهم، فأعملهم بطاعة الله أوفرهم عقلا))، وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما اكتسب أحد مكتسبا مثل فضل العقل يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى، وما تم إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله))، وروي عن الزهري عن سالم عن أبيه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لكل شيء معدن ومعدن التقوى قلوب العارفين))، وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((الناس يعملون الخير ويعطون أجورهم على قدر عقولهم ))، وروي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الرجل يكون من أهل الصلاة ومن أهل الصوم والزكاة والحج وما يجازى يوم القيامة إلا بقدر عقله))، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((في جسد ابن آدم نطفة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))، فصح ما قلنا.
مخ ۵۹