ففحصه الدكتور بعينين نافذتين وأصابعه تفتح الحقيبة ثم قال: لعلها الإنفلونزا.
فقال بيأس: كلا .. لا أشكو زكاما ولا صداعا. - ولكنك لم تشك تعبا أو فقدان شهية في هذه الأيام، أليس كذلك؟!
وتفكر الشاب قليلا متحيرا ثم تمتم قائلا: حرارتي فظيعة .. إني أشعر بالمرض شعورا مخيفا. - هل قست الحرارة؟!
فعجب كيف فاته ذلك، وهز رأسه نفيا ولاذ بالصمت، فابتسم الدكتور بهجت ابتسامة ساخرة، ودنا منه والترمومتر في يده، ثم وضعه في فمه وانتظر هنيهة، أخذه ثانية ورفعه إلى مستوى عينيه، ونظر إلى وجه الشاب رافعا حاجبيه وقال ببساطة: حرارتك طبيعية .. انظر.
وقرأ الشاب الترمومتر وهو لا يصدق عينيه، وجس خده ثم قال: هذا عجيب! خدي ما زال ملتهبا، كيف هبطت الحرارة؟
وأتى الدكتور بسماعة وطلب إليه أن يفك أزرار الجاكتة ففعل.
ووقع بصر الرجل على الفانلا فبدت على وجهه الدهشة، وصاح بسرعة وهو يشير إليها: انظر!
فأحنى الشاب رأسه ناظرا إلى الفانلا فرأي فوق القلب دائرة مسودة من أثر احتراق خفيف، فاستولت عليه الدهشة وجلس في فراشه وهو يتساءل: ما الذي صنع بي هذا؟!
فضحك الدكتور بصوت عال وقال: ها أنت ذا تكتشف حمى جديدة يا دكتور.
وخطر للشاب فكرة فالتفت إلى المشجب وقفز من الفراش واتجه نحوها ووضع يده في جيب الجاكتة الأعلى متناولا غليونه، وفحص الجيب بعينيه فرأى آثار التبغ الذي أكل البطانة وحرق القميص وأثر هذا التأثير في الفانلا، ووقف مرتبكا ينظر إلى الدكتور بعينين تسألان الصفح، وقد أحس بحرارة جديدة هي حرارة الخجل والارتباك.
ناپیژندل شوی مخ