هملت :
لنقفل عليه الأبواب حتى لا يمثل دور الأحمق في خارج بيته. أستودعك الله.
أوفيليا :
يا أيتها القوى العلوية امنحيه الشفاء، لهفي على ذلك العقل الوطيد أن يتهدم هكذا، أسفي على ذلك الفتى الذي كان رفيقا شجاعا وعالما. وكان له اللحظ، واللسان، والسيف، وكان رجاء المملكة، وزهرة هذا البلد الجميل، ومرآة الأزياء الشائقة، وتمثال الحسن في الشباب، ومرموق المرموقين. أسفي عليه أن يصير إلى هذا التلف، إني لأتعس النساء حظا، وأكبرهن مصابا، بالأمس أسمع أقواله العذاب فأرتوي منها شهدا، واليوم أجد ذلك الذكاء العالي يتبدد في ألفاظ مختلة، كأصوات الأجراس التي وصمت، فتنكرت أصواتها بعد الشجو، والطرب. آها على تلك الملامح التي لا تضارع، وذلك الشباب النضير الذي تتصعد منه الآن هذه الزفرات، يا ويلتي، وا حر قلباه! أين ما رأيت مما أرى؟ (يدخل «الملك» و«بولونيوس».)
الملك :
لئن كان ذا غرام فليس ما سمعناه بغرام، خير لي أن أرسله إلى «إنجلترا» عسى أن يفيده تبديل الهواء. أما هذا رأيك؟
بولونيوس :
سينفعه ذلك، قد سمعنا يا «أوفيليا» كل ما دار من الحديث، مولاي ... ألا ترى أن نشير على الملكة باستدعائه إلى غرفتها بعد التمثيل، وتبذل جهدها في استشفاف ما به؟ وإن حسن لدى جلالتك، وقفت أنا من تلك الخلوة، بحيث أسمع كل ما يقال، ولا يشعر بي، فإن لم يبح لها بسره، فالخير كل الخير في سفره إلى «إنجلترا»، إلى حيث تشاء.
الملك :
سنفعل ما أشرت به. لا ينبغي أن يترك جنون العظماء بلا رقابة ولا رقباء. (يخرجون.)
ناپیژندل شوی مخ