340

هميان الزاد إلى دار المعاد

هميان الزاد إلى دار المعاد

ژانرونه

" إنما سمى رمضان لأنه يرمض الذنوب "

، انتهى أو لوقوعه أيام رمض الحر، أى شدته حين سموه بهذا الاسم، وكان قبل ذلك يسمى نائقا، أى من عجا لأنه يزعجهم إضجارا، وقال قوم سمى رمضان لرمض الفصال فيه من الحر، وقيل لرمض الحجارة والرمضاء الحجارة المحماة، والقولان متقاربان، وقيل الرمض مطر يأتى فى الخريف يغسل الأرض، فسمى رمضان لأنه يغسل الأبدان من الذنوب غسلا، ويطهر به قلوبهم تطهيرا. وإن قلت إن سمى لشدة الحر فيه فى ذلك الوقت فلم سمى بعد زوالها، قلت التسمية لا تزول بزوال موجبها فى الأعلام، فلو سميت ابنك أحمر لحمرته حين ولد، ثم انتقل لبياض أو غيره لم يزل اسمه أحمر، ولا يلزم تسمية كل شهر وقع فيه حر باسم رمضان، لأن وجه التسمية لا يوجبها، وقال قوم رمضان اسم الله تعالى فقولك شهر رمضان بمعنى شهر الله، لقوله صلى الله عليه وسلم

" لا تقولوا رمضان ولكن انسبوه كما نسبه الله فى القرآن "

، وقال { شهر رمضان } ، ولم تصح هذه الرواية للحديث السابق

" من صام رمضان "

اللهم إلا أن يقال تسمية رمضان مخصوصة به صلى الله عليه وسلم أو أراد لا تقولوا رمضان مسمين به الشهر، أما على كونه اسما لله تعالى ناوين اسم الشهر قبله فجائز، وقال ابن مالك فى شرح التسهيل إن الحكم إن الحكم إذا علق برمضان ولم يذكر الشهر عمه، وإن ذكر الشهر جاز عم أو خص، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم

" من صام رمضان إيمانا وإحتسابا "

لأن صومه كله واجب. وقال الله تعالى { شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن } والإنزال فى ليلة منه، وصوم رمضان فرض فى السنة الثانية من الهجرة، لليلتين مضتا من شعبان قبل غزوة بدر الكبرى، وكانت غزوة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان، على رأس ثمانية عشرة شهرا من الهجرة، فبين فرضه وغزوة بدر شهر وأيام، ويأتى ذلك فى محله إن شاء الله تعالى. قال الفراء فى أول صوم فرض مخيرا بينه وبين الفدية ثم نسخ الفداء بقوله { فمن شهد منكم الشهر } ، ثم نسخ تضييق الإفطار فيما بين المغرب والعشاء، أو بين وبين النوم، والصحيح أنه فرض قبله صوم، ثم نسخ وهو عندنا عاشوراء وقيل ثلاثة أيام من كل شهر، وقال القرطبى عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر وهن الأيام المعدودات فى قولين، ونسخ برمضان، وقيل الأيام المعدودات رمضان نسخهن. { الذى أنزل فيه القرآن } كله جملة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلة القدر، ونزل بعد ذلك إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - شيئا فشيئا فى سائر السنة والسنين بعدها، ويجوز أن يكون المراد الذى بدأ فيه إنزال القرآن إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - وإن قلنا القرآن الجنس الصادق على كل جزء من كتاب الله الكريم، فيكون المعنى الذى انزل فيه شئ من حقيقة ما يقرأ، أو فلنا بتقدير مضاف، أى أنزل فيه بعض القرآن، والإنزال على الوجهين أيضا من السماء الدنيا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - ويجوز أن يراد أنزل فيه القرآن جملة إلى السماء الدنيا، وبعضه منها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه والظاهر أن المراد نزوله إليه - صلى الله عليه وسلم - قال صلى الله عليه وسلم -

" نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين، والإنجيل لثلاث عشر، والقرآن لأربع وعشرين "

رواه أحمد وغيره عن وائلة ابن الأسفع، ويروى أن جبريل نزل على أبينا آدم عليه السلام اثنتى عشرة مرة، وعلى إدريس أربع مرات، وعلى إبراهيم اثنين وأربعين مرة، وعلى نوح خمسين مرة، وعلى موسى أربعمائة مرة، وعلى عيسى عشر مرات، وعلى محمد - صلى الله عليه وسلم - أربعة وعشرين ألف مرة. وروى أبو ذر عن النبى، صلى الله عليه وسلم

ناپیژندل شوی مخ