هميان الزاد إلى دار المعاد

قطب اطفیش d. 1332 AH
264

هميان الزاد إلى دار المعاد

هميان الزاد إلى دار المعاد

ژانرونه

{ ربنا } عائد إلى قوله إنك أنت، أو تأكيد لما سبق من النداء، أو عائد إلى محذوف يعطف عليه ما بعده، أى أجب لنا يا ربنا. { وابعث فيهم } فى ذريتنا أو فى الأمة المسلمة. { رسولا منهم } طلب رسولا مطلقا فأجيب بمحمد، صلى الله عليه وسلم. وقيل قد عرفاه وسألاه والأولى أولى، وروى أنهما لما بلغا فى دعائهما إلى قوله { إنك أنت العزيز الحكيم } وفرغا، أوحى إلى إبراهيم قد استجبت لك وهو فى آخر الزمان، فبعث الله تبارك وتعالى فيهم منهم محمدا، صلى الله عليه وسلم، على الصفة التى سألاها. قال صلى الله عليه وسلم

" أنا دعوة أبى إبراهيم، وبشرى أخى، عيسى، ورؤيا أمى "

يشير إلى هذه الآية وإلى قول عيسى

مبشرا برسول يأتى من بعده اسمه أحمد

وإلى الرؤيا التى ترى قرب مبعثه، وفى رواية أو رؤيا أمتى كما يأتى قريبا وهو المجاب به قطعا، إذ لم يبعث من ذريتهما إلا محمد، صلى الله عليه وسلم، لأنه من ولد إسماعيل، ومن كان ولده فهو من ولد إبراهيم، لأن إبراهيم أبو إسماعيل بخلاف إسحاق ويعقوب ونحوهما، فمن ولد إبراهيم فقط دون إسماعيل والعرب العاربة إنما هى من إسماعيل، وإنما طلب الرسول منهم ليكون معروف النسب ذا مكانة فيهم، وليكون أشفق عليهم وأنصح، ويكونوا أقبل لكلامه، ولم يبعث بمكة غيره، وأما سائر أنبياء العرب ففى غير مكة، ومن غير ولد إسماعيل كهود وصالح، وروى البغوى بسنده عن العرباض بن سارية، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم

" إنى عند الله مكتوب خاتم النبيين، وأن آدم لمنجدل فى طينته، وسأخبركم بأمرى ولأمرى أنا دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمى التى رأت حين وضعتنى وقد خرج لها نور ساطع أضاءت منه قصور الشام "

والمراد برؤية أمه، صلى الله عليه وسلم، رؤيتها النور فى اليقظة، ومعنى منجدل فى طينته منطرح على الأرض لا روح فيه. وروى البيهقى أحمد بن الحسين المولود سنة أربع وثمانين وثلاثمائة والمتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وغيره، عن طلحة بن عبيد الله أنه قال حضرت سوق بصرا فإذا راهب فى صومعة يقول سلوا أهل هذا الموسم، أفيهم من هو من هذا الحرم؟ قال قلت أنا، فما تشاء؟ قال هل ظهر أحمد بعد؟ قلت ومن أحمد؟ قال أحمد بن عبدالله بن عبد المطلب هذا شهره الذى يخرج فيه، وهو خاتم الأنبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وسباخ، إذا كان فلا تسبقن إليه. فوقع فى قلبى ما قال، وأسرعت اللحاق بمكة، فسألت هل ظهر بعدى أمر فقالوا محمد الأمى قد تنبأ وتبعه أبو بكر بن أبى قحافة، فمشيت إلى أبى بكر وأدخلنى إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأسلمت.

وروى العذرى وغيره عن أبى بكر، رضى الله عنه أنه قال لقيت شيخا باليمن، فقال لى أنت حرمى؟ فقلت نعم. فقال أحسبك قريشيا. قلت نعم. قال بقيت لى فيك واحدة اكشف لى عن بطنك، قلت لا أفعل أو تخبرنى لم ذلك؟ قال أجد فى العلم الصحيح أن نبيا يبعث فى الحرمين، يقارنه على أمره فتى وكهل، أما الفتى فخواض غمرات، ودفاع معضلات، وأما الكهل فأبيض نحيف، على بطنه شامة، وعلى فخذه اليسرى علامة، وما عليك أن ترينى ما سألتك عنه، فقد تكاملت فيك الصفة إلا ما خفى على. قال أبو بكر فكشفت له عن بطنى فرأى شامة سوداء فوق سرتى، فقال أنت هو ورب الكعبة، إنى متقدم إليك فى أمر. قلت ما هو؟ قال إياك والميل عن الهدى، وعليك بالتمسك بالطريقة الوسطى، وخف الله فيما خولك وأعطى. قال أبو بكر فلما وادعته قال أتحمل عنى إلى ذلك النبى أبياتا؟ قلت نعم فأنشأ الشيخ يقول

ألم تر أنى قد سئمت معاشرى ونفسى قد أصبحت فى الحى عاهنا حييت وفى الأيام للمرء عبرة ثلاث مئين بعد تسعين آمنا وقد خمدت منى شرارة قوتى وألفيت شيخا لا أطيق الشواحنا وأنت ورب البيت تأتى محمدا لعامك هذاقد أقام البراهنا فحيى رسول الله عنى فإننى على دينه أحيا وإن كنت قاطنا

قال أبو بكر فحفظت شعره وقدمت مكة،

ناپیژندل شوی مخ