هميان الزاد إلى دار المعاد

قطب اطفیش d. 1332 AH
228

هميان الزاد إلى دار المعاد

هميان الزاد إلى دار المعاد

ژانرونه

فإنه ناسخ لقوله

ويستغفرون لمن فى الأرض

ويبحث فيه عندى بأن هذا إخبار والإخبار الذى ليس بمعنى الأمر أو النهى لا يدخله نسخ، ففى لفظ عمنا موسى بن عامر رحمهما الله من أجاز النسخ فى الإخبار كفر. انتهى. لأن القول به يستلزم نسبة الكذب أو البداء على الله سبحانه، ولا مانع عندنا من جواز نسخ الإخبار الذى بمعنى الأمر أو النهى، وكذا قال الضحاك بن مزاحم، ومنع مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة نسخ الإخبار ولو كان بمعنى الأمر أو النهى، وأجازه عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم ولو لم يكن بمعنى الأمر أو النهى، وتبعه جماعة بل ذلك تخصيص، كأنه قيل يستغفرون لمن فى الأرض من المؤمنين. نعم تقدم نسخ قيام الليل فى أول سورة المزمل عليه الصلاة والسلام بآخرها أو بإيجاب الصلوات الخمس. وذلك بمكة اتفاقا، وليس فى القرآن ناسخ إلا والمنسوخ قبله فى ترتيب الآيات والسور كما فى النزول، إلا آية العدة فى البقرة، وقوله

لا يحل لك النساء

وآية الفئ فى الحشر على القول بأنها نسخت بآية الأنفال

واعلموا أنما غنمتم من شئ

وقوله

خذ العفو

يعنى الفضل من أموالهم على القول بأنها نسخت بآية الزكاة. والله أعلم. وإنما يرجع فى النسخ إلى نقل صريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن صحابى يقول آية كذا نسخت آية كذا، وقد يحكم بالنسخ عند وجود التعارض المقطوع به مع علم التاريخ ليعرف المقدم والمتاخر، ولا يعتمد فى النسخ قول عامة المفسرين المجتهدين ولا غيرهم من غير نقل صحيح ولا معارضة، لأن النسخ يتضمن رفع الحكم وإثبات حكم تقرر فى عهده صلى الله عليه وسلم وقال بعض يكتفى فيه بقول مفسرا ومجتهدا، وقال بعض لا يقبل فيه الآحاد بل يؤخذ بالتواتر، وبه قال ابن العربى والله أعلم.

وقد مر أن النسخ إما اللفظ أو الحكم، وإما لأحدهما، فأما نسخ اللفظ والحكم فمنه ما روى البغوى بلا سند عن أبى أمامة بن سهل

ناپیژندل شوی مخ