قَبِلتْ دهرًا وقادَتْ ... فهيَ من شرّ البَريّه
لعنةُ الله عليها ... في غَداةٍ وعَشيّهْ
أنشدنا أبو جعفر الطائي:
زبيبةٌ من فوقها زبيبة ... قدرٌ وقدرٌ فوقها مكبوبة
يخالها من جهله خرعوبة ... وليس يدري أنها عقوبة
وقال أبو سعيد الأسود الزوزني:
يا أيُّها السائلُ عن زَوْزَنٍ ... أمسَتْ خرابًا شأنُها أعوَجُ
رئيسُها شيخٌ له لحيةٌ ... شَوهاءُ لكنْ عقلُه كوسَجُ
النّارُ والعرْفَجُ في وسْطِها ... هل تُفلحُ النيرانُ والعرفجُ
وقال دعبل الخزاعي في المعتصم:
ملوكُ بني العبّاسِ في الكتْبِ سبعةٌ ... ولم يأتنا في ثامنٍ منهم كتْبُ
كذلك أهلُ الكهْفِ في الكتْبِ سبعةٌ ... خيارٌ إذا عُدّوا وثامنهُم كلبُ
وقال الطائي:
غَلَبنا للحطيئةِ ألفَ بيتٍ ... كذاك الحيُّ يغلبُ ألفَ ميْتِ
وهذا دعبلٌ يرجو سَفاهًا ... وجهلًا أن ينال مدَى الكُميْتِ
إذا ما الحيُّ هاجَى حشوَ قبْرٍ ... فذلكمُ ابنُ زانيةٍ بزيْتِ
وقال ابن قبّان المحاربي:
قد قلتُ لمّا جئتُ مجلسَهم ... قبح الإلهُ عمائم الخَزِّ
عجبًا لهذا الخَزّ يلبَسُه ... منْ كانَ مٌشتاقًا إلى الخُبْزِ
وقال آخر:
شاتمَني عبدُ بني مسمَعٍ ... فصُنْتُ عنه النفسَ والعرضا
ولم أُجِبْه لاحتقاري له ... ومن يعَضُّ الكلبَ إن عضّا
وأنشدني سعيد بن محمد الحمداني لغيره:
إنْ يغدِروا أو يبخَلوا ... أو يفجُروا لا تحفِلوا
وغدَوا عليك مُرَجلي ... نَ كأنَّهم لم يفعَلوا
كأبي براقِشَ كلّ لو ... ن لونُه يتخيّلُ
وقال آخر:
لجحظةَ المطربِ عندي يدٌ ... أشكُرها عنه إلى المحشرِ
لمّا رآني صَدَّ بِرْذَونه ... وصانني عن وجهه المنكرِ
وقال آخر:
لا تمدَحنَّ ابنَ عبّادٍ وإنْ مَطرتْ ... كفّاه جودًا ولا تذمُمهْ إنْ زَرِما
كلاهُما خطراتٌ من وساوِسه ... يُعطي ويمنعُ لا بخلًا ولا كَرما
وقال آخر:
يا صورةً صاغَها النجّارُ من خشبٍ ... وسْطَ الكنيسةِ في تمثالِ قِدّيسِ
شهًّا عليكَ فما تُرْجى لنائبةٍ ... يا هِنْدبًا بلسانِ الفرسِ كسنيسِ
وقال ابن بسّام:
عمرو العلَى بَذَّ الوَرَى ... في البذْلِ والخلُقِ الحميدِ
هشمَ الثريدَ لقومه ... والنَّاسُ في مَحْلٍ شديدِ
وهَشمتَ أنتَ أنوفَ هـ ... ذا الخلقِ في طلبِ الثَّريدِ
حتَّى ارتجعتَ ثريدَه ... وسعيتَ في طلبِ المزيدِ
وقال آخر:
بني حاتمٍ جيئوا بأفعالِ حاتمٍ ... ولا تنجلونا بالدَّواهي العظائمِ
أرى ألْفَ بانٍ لا يقومُ لهادِمٍ ... فكيف ببانٍ خلفَه ألفُ هادمِ
وقال آخر:
شيخُهمُ وغْدٌ ومولودُهم ... تلعَنُه من بغضِه القابلَهْ
وإنَّ من غايةِ حرصِ الفَتَى ... أنْ يطلُبَ المعروفَ من باهله
وقال خالد بن صفوان:
أبوكَ أبٌ حُرٌّ وأمُّكَ حُرّةٌ ... وهل يلِدُ الحُرّانِ غيرَ نجيبِ
فلا تعجبنَّ النَّاسُ منكَ ومنهما ... فما خبَثٌ من فضة بعجيبِ
وقال أبو عبد الله الشبلي:
تعلمتُ بالنونِ أكلَ الأقطْ ... وغزلَ العُهونِ ونسجَ البُسُطْ
وما كنتُ فيما مضى هكذا ... ولكنْ من الدَّهرِ جاءَ الغَلَطْ
وقال أسد بن أحمد العامري:
عذيري من حائكٍ لَجْلَجِ ... إذا عيجَ للحقِّ لم يَنعجِ
يَلوكُ لسانًا له ألكنًا ... كلبْلَبةِ التيسِ في رَجْرجِ
تمنَّى لقائي فلاقيتُه ... فعادَ الغبارُ علَى المُرْهِجِ
وقال آخر:
أيا شَرَّ منْ مرَّ تحتَ الفلكْ ... وأخبث حيٍّ طريقًا سَلَكْ
خُذ اسمَ المُيسّرِ بالفارسيّ ... فمقلوبُ أولِ حرفيْهِ لَكْ
وباقيهِ لي لأرُدَّ الَّذي ... تعيْهِ فعالجْ به أسفلَكْ
وقال آخر:
عجبْتُ لي ولابنِ عمّي مَسْعَدهْ
يُريدُ أنْ يسيء بي وأحمدَهْ
ألا ترى ما بيننا ما أبعدَهْ وقال آخر:
قومي كِرامٌ غيرَ ما أنَّهُمْ ... صولتُهم منهم علَى جارِهمْ
1 / 32