هماسه بصری
الحماسة البصرية
ایډیټر
مختار الدين أحمد
خپرندوی
عالم الكتب
د خپرونکي ځای
بيروت
(أقيم على قبريكا لست بارحا ... طوال اللَّيَالِي أَو يُجيب صداكما)
(كأنكما وَالْمَوْت أقرب غَايَة ... بجسمي فِي قبريكما قد أتاكما)
وَذكروا أَن رجلَيْنِ من بني أَسد خرجا فِي بعث الْحجَّاج فآخيا دهقانا بهَا فِي مَوضِع يُقَال لَهُ راوند فَمَاتَ أَحدهمَا وَبَقِي الآخر والدهقان ينادمان قَبره يشربان كأسين ويصبان على قَبره كأسا فَمَاتَ الدهْقَان وَبَقِي الْأَسدي وَكَانَ اسْمه عِيسَى بن قدامَة الْأَسدي ينادم قبريهما وَيشْرب قدحا وَيصب على قبريهما قدحين ويترنم بِهَذِهِ الأبيات وَقيل كَانُوا ثَلَاثَة من أهل الْكُوفَة فِي بعث الْحجَّاج يتنادمون وَلَا يخالطون أحدا فَمَاتَ أحدهم وَبَقِي صَاحِبَاه فَمَاتَ الآخر وَبَقِي عِيسَى بن قدامَة وَكَانَ أحد الثَّلَاثَة فَقَالَ يرثيهما
(خليلي هبا طالما قد رقدتما ... أجدكما لَا تقضيان كراكما)
(ألم تعلما مَالِي براوند كلهَا ... وَلَا بخزاق من صديق سواكما)
(جرى النّوم مجْرى الْعظم وَاللَّحم مِنْكُمَا ... كَأَن الَّذِي يسْقِي الْعقار سقاكما)
(فَأَي أَخ يجفو أَخا بعد مَوته ... فلست الَّذِي من بعد موت جفاكما)
(أصب على قبريكما من مدامة ... فَإِن النّوم لم تذوقاها ترو ثراكما)
1 / 215