لا يصرخن أي فرد منذ الآن، عندما يصيبه ضرر، ولا يتضرعن بصوت عال، قائلا: «يا للعدالة!» «يا لأرواح الانتقام المتوجة!» قد يتصادف أن يبكي أب ما أو أم ما، أصابهما ضر، إذ سقط بيت العدالة الآن.
هناك أوقات يسود فيها الخوف ويظل متوجا كحارس للقلب. وإنه لمن المفيد أن نتعلم الحكمة بالأنين. ولكن، من ذلك الذي يدرب قلبه على عدم الخوف، سواء أكان رجلا أو دولة، ويحترم العدالة في المستقبل، كما يحدث هنا؟
لا تعجبنك حياة محكومة، ولا حياة تخضع لسلطان طاغية. يعطي الرب النصر للاعتدال في كل شيء، أما نواميسه الأخرى فيديرها بطرق شتى. إنني أقول الحق في أوانه؛ لأن الغطرسة وليدة عدم التقوى، ما في ذلك ريب؛ أما سلامة الروح فتولد السعادة العزيزة على الجميع، والتي كثيرا ما يطلبها الناس في صلاتهم.
قصارى القول في الموضوع كله، أقول لك: احترم مذبح العدالة ولا تحتقره بأن تدنسه بقدم كافرة، لأن عينيك تتطلعان إلى الربح الدنيوي؛ وإلا نزل بك العقاب. يسود الحكم المحدد؛ لذا فليضع الإنسان في المكان الأول من التقدير، البر الذي يدين به لوالديه، ويحترم الغريب الذي يرحب به داخل أبوابه.
من كان عادلا من تلقاء نفسه بغير رادع فلن يخفق في سعادته ولن ينقطع تماما. أما من يذنب في تحد جريء، ويتمرغ في ثراء جمعه بطرق غير مشروعة، أقول إنه سيمزق شراعه إذا ما هبت عاصفة، وينكسر فوقه إذا ما تداعت السارية.
إنه ينادي من لا يسمعونه، ويناضل عبثا وسط المياه ذات الدوامات ... تضحك السماء من الشخص المستهتر وهي تنظر إليه، ذلك الذي يفخر بأن هذا لن يحدث إطلاقا؛ فيصبح عندئذ عاجزا أمام محنته غير القابلة للعلاج، ولا يقدر على تخطي الموجة العالية. فتتحطم سفينته فوق حاجز العدالة، ويزول الرخاء الذي تمرغ فيه طول حياته، ويهلك دون أن يبكيه أو يراه أحد. (تدخل أثينا في موكب وحاجب، وطائفة المحلفين المكونة من رجال الأريوباجوس، وحشد من المواطنين. ينتقل أوريستيس إلى المكان المخصص للمتهمين. يظهر أبولو بعد أول خطبة لأثينا.)
أثينا :
أيها الحاجب، أعط الإشارة، وأبعد الجمهور، وليرسل البوق التورهيني
Tyrhene
22
ناپیژندل شوی مخ