توقفت عن الحديث وأومأ جونزاليس.
وصلا إلى هيكل خفيض عبارة عن جدران معدنية تكسوها ألواح بلاستيكية وتوقفا أمام باب مكتوب عليه «غرفة التلقيح المعقمة». عبرا من لوح بلاستيكي إلى غرفة انتظار خاصة بالمعمل المعقم. قالت: «ألق نظرة من هذه النافذة.» ووراء النافذة كانت روبوتات صغيرة تعمل على طاولات لا يتجاوز ارتفاعها قدمين. ومثل الروبوت الذي شاهده في حدائق بيركلي روز، كانت مزودة بعجلات تتيح لها الحركة وماسكات مزودة بأصابع دقيقة من الألياف في نهاياتها.
قالت: «إن أيديها تتسم بدقة ورهافة لا يمكن لبشر تحقيقهما. وهي تركز على مهمتها وحسب؛ فهي تحفظ نوايانا بشكل كامل وخالص.» «إنها آلات.» «لو شئت أن تسميها كذلك.» ثم أشارت من النافذة؛ حيث كان أحد الروبوتات يمسك بإبر تلقيح قبيحة المنظر وهو ينقل بعض المواد إلى أطباق بتري. وأردفت: «أستطيع التعرف على روبوتاتي من خلال حركاتها، حتى وسط مجموعة من الروبوتات الأخرى.»
لم يقل جونزاليس شيئا. واصلت حديثها قائلة: «إن المادة الأفطورية الخالصة تستخدم في تلقيح الحبوب والنخالة المعقمة. تتمدد المادة الأفطورية عبر وسيط معقم، وتعرف النتيجة باسم مشيجة الفطر.»
أردفت وهي تبتسم: «كثير من التفاصيل الفنية. بمجرد أن تكون لدينا مشيجة الفطر تستطيع الروبوتات أخذ سلالها والانتشار في أرجاء هالو، بحيث تغرس مشيجة الفطر في العشب والخشب الميت، وفي جذور الشجيرات ... وستنمو مشيجة الفطر وتزهر؛ ومن ثم يصير لدينا فطر.» ثم توقفت لبرهة وقالت: «أي أسئلة؟» هز جونزاليس رأسه نفيا، فقالت: «إذن فلنتجه إلى الباب التالي.»
غادرا غرفة انتظار المختبر عبر الستار المعلق وانعطفا إلى اليسار. كان المبنى المجاور للمختبر عبارة عن هيكل واه شبيه بالخيمة ومصنوع من عوارض معدنية تكسوها ألواح بلاستيكية ملونة؛ حمراء وزرقاء وصفراء وخضراء.
قالت من خلفه: «بهذه الطريقة يكون الفطر موجودا وقت وجبة العشاء من أجلي. أأنت جائع؟»
قال: «لست جائعا بشدة. ما هذا المكان؟»
قالت: «المنزل.»
امتلأ المكان بضوء مبهج منتشر؛ إذ دخلت أعمدة ضوء الشمس التي رآها جونزاليس بالخارج وانتشر الضوء. بدا المكان شبه عادي، به جدران وأسقف عادية من الألواح الجدارية.
ناپیژندل شوی مخ