شعرت ديانا بغصة في حلقها؛ إذ تصاعد داخلها خليط من السعادة والحزن - كم كان عجيبا ومريعا ورائعا أن تستعيد شخصا أحبته هنا - كان مكانا لا وجود له، مكانا ما، وكل مكان في الوقت عينه. جلس جيري على ركبته على الفراش المقابل لها في الغرفة الصغيرة التي ينيرها ضوء القمر. لقد مرت سنوات منذ أن كانا حبيبين، لكن حين لمس صدرها وضمها إليه، تذكر جسدها جسده، وتبددت السنوات وكل شيء تخللها. كانت تبكي حينها، ومالت بجسدها ناحيته وقبلت عينيه ووجنتيه وشفتيه، وهي تمسح دموعها في وجهه، إلى أن شعرت بشيء يتحرر داخلهما. بعد ذلك استلقت على ظهرها وفتحت ذراعيها وساقيها من أجله.
تحدثا معا في وقت لاحق، وشاهدت ديانا ضوء القمر وهو ينعكس على جسديهما. كانت مستكينة على صدره، واضعة ذقنها في الفراغ الموجود أسفل فكه، وتتحدث وفمها مدفون في جسده، وكأنما ترسل رسائل عبر عظامه.
وحتى مع انقضاء اللحظات، شعرت بنفسها تجمعها في ذكرى، وهي واعية لقلة تلك اللحظات التي تجمعهما معا ...
أحيانا كان صوت ضحكهما يتردد في الغرفة، وكان الابتهاج يكسو صوتيهما وقد صارت ذكرياتهما المشتركة مناسبات للسعادة الحالية. وفي أوقات أخرى كانا يستلقيان في صمت، وقد أسكتتهما استعادة الذكريات أو التفكير في الاحتمالات المقلقة التي يحملها المستقبل.
وفي أوقات أخرى، كان أحدهما يقدم البادرة المترددة الأولى، فيلمس الآخر بنية واضحة، ويجد استجابة فورية تقريبا؛ لأن كلا منهما كان لا يزال متعطشا للآخر، وكلاهما يتذكر كيف كانت الرغبة الجنسية تستعر بينهما، وكلاهما كان خارجا من حياة تركته متعطشا ومتلهفا للآخر.
بعد ذلك سارا تحت ضوء القمر، ذي الشكل واللون المتغيرين، واكتسى جسداهما باللون الأبيض الشاحب والفضي والرمادي والكحلي الداكن، محبوبان سابقان تحت ضوء قمر غير حقيقي.
الفصل الثالث
العقل، أشبه بمنطاد غريب، يرتفع إلى
آفاق لا نهائية
نظر إف إل تراينور إلى مجموعة الجالسين إلى الطاولة في مقر مجموعة سينتراكس بمدينة هالو. كان يجلس بين هورن وشوالتر، وأمامه مباشرة جلس تشارلي هيوز وإريك تشو، وكان كلاهما متجهما.
ناپیژندل شوی مخ