ولاحقا، استلقى على ظهره وأخذ يحدق في سماء الليل. كانت سماء نصف الكرة الشمالي المألوفة، لكن فكر جونزاليس أنها ليس من المفترض أن تكون كذلك، في واقع الأمر، بل ينبغي أن يكون هناك نجوم جديدة، بروج جديدة. •••
جلس توشي، وحيدا في الظلام، في وضعية اللوتس الكاملة على مقعد منخفض إلى جوار أريكة ديانا هايوود. كان هناك منذ ساعات، يقف أحيانا، ثم يسير في جولة عشوائية بين غرف الرعاية المركزة العديدة.
وفي أثناء جلوسه وسيره، كان ثمة مفارقة منطقية تشغل تفكيره. لقد كانت ديانا «في الواقع» متصلة بألف عن طريق كابلات عصبية عتيقة الطراز، وكان جونزاليس «في الواقع» مستلقيا داخل بيضته، بينما كان جيري تشابمان «في الواقع» ذا جسد محطم؛ إذ أتلفه السم العصبي على نحو قاتل وكان تدخل ألف وحده هو ما يبقيه على قيد الحياة. ومع ذلك فقد كانت ديانا وجونزاليس وجيري كلهم «في الواقع»، وفي الوقت عينه، في مكان آخر تماما ... في مكان ما داخل فضاءات ألف التي لا حصر لها؛ حيث بدت الحقيقة قابلة للتطويع بصورة لا نهائية؛ كانوا يعيشون هناك؛ حيث قد يكون الوقت ليلا أو نهارا، والجو باردا أو حارا ... ما الذي يمكن تبينه من هذا «في الواقع»؟
سمع توشي صوت صافرات إنذار خافتة ورأى نمطا من الأضواء الحمراء المتراقصة على اللوحة الموجودة بالغرفة. فرد ساقيه وتحرك مسرعا نحو اللوحة، وهناك فهم معنى هذه الأضواء: كانت وصلة ديانا البدائية تنقل البيانات بمعدلات تتجاوز ما هو ممكن.
دخل تشارلي الغرفة بعدها بدقائق ووقف إلى جوار توشي، وشاهد كلاهما الزيادة الثابتة في كثافة وسرعة نقل المعلومات.
سأله توشي: «أينبغي علينا فعل شيء؟»
قال تشارلي: «ماذا؟ إن ألف تراقب كل هذا، وهي وحدها تعلم ما يدور.» صدر عن كرة احتواء الدخان صوت خافت بينما أخذ تشارلي يدخن سيجارته بسرعة.
دلفت ليزي من الباب وقالت: «ما الذي يحدث بحق الجحيم؟»
نظر توشي وتشارلي إليها نظرة خاوية من التعبير.
قالت ليزي جوردان: «سأدخل. سأحصل على قسط من النوم ثم أدخل في الصباح. يكفي هذا.» ثم أشارت إلى لوحة المراقبة التي كانت تضيء عليها أضواء خضراء وصفراء وحمراء متقطعة.
ناپیژندل شوی مخ