كانت ثمة فتاة ترتدي فستانا ورديا ملطخا بالطين تصرخ فيها غاضبة ...
وكان ثمة صبي صغير أنزل بنطاله كي يظهر قضيبه ...
وهكذا تداعى إلى ذاكرتها عدد من الشخصيات الآتية من ذكرياتها البعيدة، ذكريات عن عائلة ماتت منذ زمن بعيد، وأصدقاء طفولة نسيتهم منذ وقت طويل، أو نادرا ما تتذكرهم ... وكل شذرة تمر بسرعة كبيرة بحيث يستحيل التعرف عليها وتمييزها، تاركة وراءها تأثيرا قويا وحسب بتجدد ذكرى قديمة، مذاق الماضي وهو يخرج من جديد من مستودعه اللاواعي؛ حيث لا تسري قوانين الزمن والتغيير الثابتة؛ ومن ثم يعيش كل شيء في حالة من التألق.
بعد ذلك سرى في جسدها كل شعور جسدي سبق أن خالجها من قبل، كل الوقت ذاته، بصورة مستحيلة. شعرت بحكة وباحتراق، وشعرت بالبرد والحر، وشعرت بضوء الشمس وبماء المطر وبالنسيم البارد، وبالسكين البارد وهو يشق إبهامها ... شعرت بلمسة شخص آخر على نهدها، وبين ساقيها، وشعرت بنشوة الجماع ...
بعد ذلك عاشت مجددا يوما كانت تخال أنه ولى وانقضى، فيما عدا كونه مادة لأسوأ كوابيسها:
في يوم الأحد ذاك في المتنزه، كان الناس ينتشرون في كل مكان؛ أسر وأحباء شباب في جميع الأرجاء، وكان الجو عامرا بصخب الأطفال وبالرومانسية المبكرة. بث ضوء الشمس الدفء في العشب وجعل ألوان النهار ساطعة. استلقت ديانا على بطانيتها تشاهد كل هذا وهي تشعر بالحبور لمعرفتها أن أطروحتها جرت الموافقة عليها وأنها قريبا ستحصل على درجة الدكتوراه في النظم العامة من جامعة ستانفورد. والليلة كانت ستتناول العشاء مع أصدقاء قدامى، احتفالا بنهاية تلك العملية الطويلة الشاقة.
قرأت لبعض الوقت جزءا من رواية تنتمي إلى أدب الخيال البديل كتبها مؤلفون متعددون في أوائل القرن الحادي والعشرين عنوانها «بيان سايبورج»، ثم وضعت الكتاب جانبا واستلقت مغمضة عينيها، وهي تستمع إلى إحدى مقطوعات البيانو لموتسارت من سماعات الأذن الخاصة بها. مع مرور الوقت بدأت الأسر في المغادرة، بينما ظل الكثير من الأحباء الشباب - العديد منهم كانوا مستلقين على بطاطين - متعانقين. أخذت مجموعة من الشباب الذين يرتدون عصابات رأس حريرية تبين انتماءهم لناد معين يوجهون طائرات ورقية روبوتية كانت تتقاتل بالأعلى، وكانت بأشكالها التي تشبه التنانين وألوانها القرمزية والخضراء والصفراء تعلو وتنخفض وهي تهدر. تغير اتجاه الرياح وبدا أنها آتية من المحيط الآن، وكانت منعشة وباردة. حان وقت الرحيل.
مرت بصوبة لأزهار الأوركيد، ورأت أن الباب لا يزال مفتوحا؛ لذا قررت المرور عبرها، كي تنعم بالهواء الرطب الدافئ وتشم روائحها الجميلة القوية. وما إن عبرت من الباب حتى أمسكها رجل من ذراعها وألقاها نحو طاولة قدور خشبية. تدحرجت عن الطاولة وهي تشعر بالذهول وحاولت الزحف بعيدا بينما أغلق هو الباب بالمزلاج.
أمسك بها وأدارها بحيث صارت على ظهرها، ولكمها في وجهها وجسدها، وأخذ يضرب صدرها وبطنها بقبضتيه، وهو يتمتم بكلام غير مفهوم في معظمه طوال الوقت. هاجمته بأصابعها وحاولت وخذ عينيه، لكنه أمسك ذراعيها، وحاولت أن تضربه بركبتها في منفرجه لكنه رفع ساقه وصد ضربتها. اقترب وجهه من وجهها، وكان أحمر ومشوها. وتردد صوت لهاث الاثنين طلبا للهواء وانعكس صداه عن السقف الزجاجي.
نزع عنها ملابسها بأقصى ما يستطيع، فمزق بلوزتها إلى أن صارت تتدلى وحسب من كم واحد ممزق من خصرها، وضربها بغضب حين لم يستطع تمزيق بنطالها، وتعين عليه أن يخلعه عنها. أمسك بطرفي ساقي بنطالها وجذبها على الأرض الترابية، وحين انخلع البنطال سقطت وتدحرجت وارتطم وجهها بطرف ناتئ لعارضة. شعرت بمذاق التراب في فمها.
ناپیژندل شوی مخ