الفصل الخامس
أخبرني حين تنال كفايتك
جلست ليزي إلى طاولة بيضاء مطلية بالمينا، تمسك تفاحة تقطعها باستخدام سكين طويل لامع. أزال السكين القشرة الداكنة دون مجهود يذكر. بعد ذلك سمعت ليزي ضوضاء آتية من الغرفة المجاورة، ورفعت رأسها لترى ديانا وجونزاليس يدخلان.
قالت لهما وهي تضع السكين جانبا: «مرحبا.» ثم رفعت نصف التفاحة أمامهما كي يريانه وقالت: «تفاحة جميلة، أليس كذلك؟ البذور آتية من وادي ياكيما، على مسافة ليست بعيدة عن جبل سانت هيلين.» ثم قضمت من القطعة التي تحملها في اليد الأخرى.
نهضت وقالت: «ينمو التفاح هنا، في تربتنا. يزدهر الكثير من الفاكهة والخضراوات هنا كذلك؛ فنحن نمنحها الرعاية، ونجلب لها الماء النقي والتربة الخصبة، ونوفر لها ضوء الشمس والهواء الغني بثاني أكسيد الكربون، ونعتني بها دائما. قد تظن أنها جميعا ستزدهر، لكن بطبيعة الحال لا يحدث هذا؛ إذ يذبل البعض ويموت، بينما يظل البعض مريضا.» ثم وقفت أمام ديانا ممعنة النظر إليها.
قالت ديانا: «الكائنات الحية معقدة، وكثيرا ما تكون مرهفة، حتى حين تبدو قوية.»
قالت ليزي: «هذا صحيح، لكن ألف تفهم ما تحتاجه الحياة كي تنمو وتزدهر في هذا العالم.» ثم مدت إليها شريحة من التفاح وأخذتها ديانا. واصلت ليزي حديثها قائلة: «تفاحاتها، شعبها.»
أخذت ديانا قضمة من شريحة التفاح وقالت: «إنها لذيذة حقا.»
وضعت ليزي يدا على كتف جونزاليس وضغطت عليه كي ترحب به. ثم قالت لديانا: «لديكما موعد مع الطبيب. حري بكما الذهاب الآن، تفضلا من هذا الطريق.» ثم قادتهما عبر ردهة، وأحد الأبواب، وصولا إلى غرفة كبيرة. والتفتت إليهما وقالت: «أولا يمكنكما مقابلة أعضاء الجمعية.» •••
وقفت ليزي تراقب جونزاليس وديانا وهما يتحدثان إلى التوءمين، وكان من الواضح أنهما منبهران بشكلهما. لم يكن هذا جديدا؛ فقد كان الجميع كذلك. كانت التوءمان نحيلتين لديهما بشرة بنية وشعر أسود، ووجهان بيضاويان وقوران، وعيون بنية هادئة، وبدا أنهما في مقتبل مرحلة المراهقة. في الحقيقة كانتا أكبر عمرا من هذا بكثير. وكان لوجهيهما ذلك الوقار الهادئ المميز للأقنعة. ومهما وقفت قريبا منهما فقد كانتا تبدوان وكأنهما موجودتان على مسافة بعيدة عنك.
ناپیژندل شوی مخ