هلاج
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
ژانرونه
ولكن الحلاج، كان أقواهم شخصية، وأوسعهم نفوذا، وألصقهم بالجماهير، وأكثرهم قدرة على حمل راية الكفاح والنضال.
كان الحلاج يحمل روح ثائر، وقلب قطب، وعقل زعيم، وروح محب عابد، وكان يؤمن بالتصوف القرآني الإيجابي؛ الذي يسهم في الأحداث ويوجهها، ويترك طابعه عليها.
وكان يبشر عن عقيدة ثابتة لا تتزلزل، بحكومة الأقطاب الروحانيين، كما كان يؤمن بأثر الصلاة والعبادة ومحبة الله، في إصلاح المجتمع، والارتفاع بالجماهير إلى أفق أنبل وأعلى.
ومن هنا كان الحلاج في نظر الخلافة العباسية، هو الزعيم الصوفي الذي يهدد سلطانها ونفوذها ، ويؤلب الجماهير ضد مظاهر الترف والإسراف والشهوات العالية الصوت في محافلها وقصورها.
يقول الإصطخري: «إن كثيرا من علية القوم في بغداد رأوا في الحلاج، أنه هو الرئيس القطب المنقذ.
وفي طليعة من آمن به من الوزراء: علي بن عيسى، وحمد القنائي، والدولابي، ونعمان، ومحمد بن عبد الحميد.
ومن الأمراء: الحسين بن حمدان، ونصر القشوري. ومن ولاة الأمصار: أبو بكر الماذرائي، ونجح الطولوني. ومن دهاقين فارس وأشراف الهاشميين: أبو بكر الربعي، وأحمد بن عباس الزينبي.»
ثم يقول: «وكانت له معهم مراسلات مما هيأ لهم الهداية، وهيأ له الخوض في السياسة، وواجبات الوزراء.»
وتلك الصورة التي رسمها لنا الإصطخري تدل دلالة كبرى على مدى الأثر الكبير، والنفوذ الواسع، الذي ظفر به الحلاج، في الدوائر العليا للخلافة العباسية.
يقول ماسنيون: «لقد طالب الحلاج بإصلاح الإدارة الحكومية في جرأة غير مسبوقة، ونادى بإقامة حكومة إسلامية حقا، ووزارة كما يقول: تحكم بالحق والعدل بين الناس، وهاجم عمال الخراج، وطالب كما يقول: بخلافة تشعر بمسئوليتها أمام الله جل جلاله، مما يجعل الله يرضى عن قيام المسلمين بفروض دينهم، من صلاة وحج وصيام.»
ناپیژندل شوی مخ