هلاج
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
ژانرونه
وإنما أنت واسطة، تنفذ أحكام الرب ومشيئته، فيمن يشاء من عباده، بما شاء، كما شاء.
وأنا عبد من عبيد الله، مستسلم لقضاء الله، صابر لحكم الله، راض بقضاء الله، فافعل ما حركت له، واعمل بما استعملت فيه، وكن بعد ذلك شديد الحذر، فيما تأتي به وتذر، وانظر في عواقب أمرك، وتأمل ما تأتيه بثاقب فهمك، وصافي فكرك، فإن رأيت الصلاح فيما قام في نفسك فأمض حكم عدلك.
وإني لا أعترض عليك ولا ألومك في فعلك، ولكني أقول كما قال الخليل:
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين .»
ثم خرج الحلاج كما دخل، مرفوع الرأس، مشرق الوجه، مطمئن القلب، لقد أدى واجبه كاملا، وإنه لفي طريقه إلى القمة، القمة الشاهقة، قمة الاستشهاد في رداء من البطولة السامقة، بل في إشراقة متلألئة من المحبة المضحية. (2-8) الخليفة يعتمد الحكم
وخيم على القصر صمت مطبق، حزين مرتعد، لقد جاءت الساعة الحاسمة، وقلب الخليفة الذي طالما انتظر هذه اللحظة وتمناها، إنه ليخفق اليوم خفقات أقرب إلى الرعب منها إلى البهجة والنصر.
إن بغداد لترتعد غضبا لوليها، وإن رعدة الغضب لتوشك أن تنفجر، وإن في انفجارها لما يرعب الخليفة، ويمزق وجدانه، ويحرق قلبه.
يقول ماسنيون: «وأصيب الخليفة بالحمى في اليومين التاليين للحكم على الحلاج، وفي هذا الجو العاصف بذل نصر أمير البلاط ووالدة الخليفة سعيهما لدى الخليفة، فبدل حكم الإعدام.»
ويقول الخطيب البغدادي مصورا لهذه الفترة الحرجة
29 - على لسان زنجي: «وأبطأ الجواب يومين، فغلظ ذلك على حامد، ولحقه ندم على ما كتب به، وتخوف أن يكون قد وقع غير موقعه. ولم يجد بدا من نصرة ما عمله، فكتب بخط والدي رقعة إلى المقتدر بالله في اليوم الثالث، يقتضي فيها ما تضمنته الأولى، ويقول: إن ما جرى في المجلس قد شاع وانتشر، ومتى لم يتبعه قتل الحلاج افتتن الناس به، ولم يختلف عليه اثنان، ويستأذن في ذلك، وأنفذ الرقعة إلى مفلح، وسأله إيصالها، وتنجيز الجواب عنها، وإنفاذه إليه.»
ناپیژندل شوی مخ