داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرونه
أتقصد العزلة يا أخي لتجد الطريق التي توصلك إلى مكمن ذاتك؟ إذن، فقف قليلا في تردد واصغ إلي: لقد قال القطيع: «من فتش فقد تاه، ومن انعزل فما أمن العثار.»
وأنت قد عشت طويلا بين هذا القطيع، ولسوف يدوي صوته مليا في داخلك، فإذا قلت له: لقد تغير ضميري جانحا عن ضميرك، فلن تكن إلا شاكيا متألما.
إن اشتراكك بالشعور مع القطيع قد أورثك هذا الألم، وآخر وهج من هذا الضمير المشترك لا يزال يلهب فجيعتك فيجددها، ولكنك ترغب في اتباع هاتف آلامك؛ لأنه يقودك إلى التوغل في ذاتك، فأين برهانك على حقك في المضي إليها وعلى أنك قادر على هذا السفر، أفأنت قوة جديدة وحق جديد؟ أأنت حركة ابتداء؟ أأنت عجلة تدور على ذاتها؟ أبوسعك أن تجعل النجوم تدور حولك؟
لكم من طموح يتحفز نحو الأعالي، ولكم من طمع يرتعش في أمانيه، فأثبت لي أنك لست من الطامحين الطامعين.
إن كثيرا من ساميات الأفكار لا تعمل إلا عمل الأكر المنتفخة، فلا تكاد تتضخم حتى يحكمها الضمور.
إنك تدعو نفسك حرا، فقل لي ما هي الفكرة التي تقيمها مبدأ لك، ولا تكتف بقولك إنك خلعت نيرك، فهل كنت يا ترى ذا حق بخلعه؟ إن من الناس من يفقدون آخر مزية لهم إذا هم انعتقوا من عبوديتهم.
لا يهم زارا أن تقول له من أية عبودية تحررت، فلتعلن له نظراتك الصافية الغاية التي تحررت من أجلها.
هل بوسعك أن تسن لنفسك خيرها وشرها فترفع إرادتك شريعة تسود أعمالك، أبوسعك أن تكون قاضيا على نفسك وأن تكون منتقما منها لشريعتك؟ إنه لأمر مريع أن يبقى الإنسان منفردا مع من أقامة قاضيا على نفسه ومنتقما منها بالشريعة التي أوجدها. إن مثل هذا الإنسان ليذهب في الفضاء ذهاب الكوكب مقذوفا إلى فراغ الوحدة وصقيعها.
إنك وقد أصبحت منفردا لا تزال تتألم من المجتمع؛ لأنك لم تطرح شجاعتك ولم يزل للأمل مرتع فيك، غير أنك ستتعب من انفرادك يوما؛ إذ تلين قناتك وينحطم غرورك فلا تتمالك من الهتاف قائلا إنني أصبحت وحيدا فريدا.
سيأتي يوم تحتجب فيه عظمتك عنك فيلتصق صغارك فيك حتى لترتجف فرقا من تساميك نفسه؛ إذ يبدو أمامك كشبح مرعب فتصرخ قائلا: «كل شيء باطل.»
ناپیژندل شوی مخ