234

داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

ژانرونه

وكان هذا المتكلم جاثما على الأرض، وقد غرس ذراعه في المستنقع كأنه يتصيد منه شيئا فنهض ساحبا ذراعه العاري من الأوحال.

ورأى زارا دما غزيرا يقطر من ذراع الرجل فصاح به: ماذا جرى لك أيها التعس، هل لسعك حيوان.

فأجاب غضوبا هازئا وهو يدير ظهره ليذهب في سبيله: ما يعنيك يا هذا، إنني مقيم في ملكي وليس علي أن أرد على أهوج.

وأمسك زارا بالرجل وقد أشفق عليه فقال له: لقد أخطأت فلست في ملكك بل أنت في ملكي حيث يجب أن لا يضار أحد. ادعني بالاسم الذي تشاء فما أنا إلا من يجب أن أكون وقد أسميت ذاتي زارا. تعال اتبعني إلى مغارتي لأضمد جراحك، فما أنت إلا تعس خانك الحظ، لقد لسعك الحيوان ثم جاء الإنسان بعد ذلك يدوس عليك.

وما سمع الرجل اسم زارا حتى تبدلت سحنته وهتف قائلا: أي شيء أهتم له في الحياة غير هذا الإنسان الفريد «زارا» وغير هذا الحيوان الفريد الذي يعيش من غب الدماء «العلقة».

ما انطرحت على الأرض إلا طلبا لهذا الحيوان فقرصت يدي عشر مرات وإذا بزارا نفسه يقرصني أيضا.

يا لسعادتي؛ إذ قضي لي أن أكون اليوم في هذا المستنقع لأبارك خير حجام بين الأحياء، لأبارك زارا أعظم من علق على الضمائر ليمتص منها.

وفرح زارا لسماعه هذه الكلمات، فقال للرجل وقد مد إليه يده ليصافحه: من أنت يا هذا؟ إن ما بيننا أمورا كثيرة يجب أن نجلوها، غير أنني لا أجد مشقة في الإيضاح وها قد وضح بيننا النهار.

فأجاب الرجل: أنا «ضمير الفكر»، وليس من عامل أشد صلابة وأكثر تقيدا مني غير زارا معلمي، وقد تعلمت منه أنه خير للإنسان أن يكون مجنونا في عين نفسه من أن يكون حكيما في نظر الناس.

أنا هو الذاهب إلى الأعماق ولا أبالي بضيق المدى أو باتساعه، ولا فرق عندي أكان الغور مستنقعا أم سماء، وإنه ليكفيني من الأرض سعة الكف إذا جمدت وصلحت مستقرا للقدم فليس أمام العلم الموالي للضمير من شيء يعده صغيرا أو كبيرا.

ناپیژندل شوی مخ