داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرونه
الرحماء، الجزء
الثاني
تقدمة العسل
وكرت الأشهر وتوالت السنون على زارا وهو لا يشعر بها، مع أنها جللت بالبياض ناصيته وفوديه.
وجلس زارا يوما على حجر أمام غاره، وأرسل نظراته إلى بعيد ترود تعاريج الأودية وقد ظهر شيء من أفق البحر عند منتهاها السحيق، وبينما هو مستغرق في تفكيره دار حوله نسره وأفعوانه ثم مثلا أمامه قائلين له: علام ترسل نظراتك يا زارا، أتراك تفتش على سعادتك؟
فأجاب: ما لي وللسعادة، لقد انقضى الزمان الذي كنت أتوقع السعادة فيه، فما أتشوق الآن إلا إلى أعمالي.
فقال الحيوانان: إنك تتكلم كمن تغلغل الخير فيه، أفما أنت عائم على بحيرة من السعادة ينعكس على صفحتها أديم السماء؟
فأجاب زارا وهو يبتسم: لقد أجدتما التشبيه، ولكنكما تعلمان أيضا أن سعادتي ثقيلة، ولا شبه بينها وبين الأمواج هجوما وتراجعا، فهي تزحمني ولا تبتعد عني وتلتصق بي كأنها الراتنج المذوب.
ودار الحيوانان مرة ثانية حول زارا وعادا يتفرسان به قائلين له: لقد عرفنا السبب إذن في اصفرار لونك واكمداده وتحول لون شعرك إلى لون القنب، أفلا ترى أنك غارق في المادة الراتنجية اللزجة وفي شقائك؟
وتضاحك زارا قائلا: والحق أنني جدفت عندما ذكرت المادة الراتنجية، فما حدث لي إلا ما يحدث لكل ثمرة يتداركها النضوج أن العسل هو ما يخثر دمي، ويزيد نفسي استغراقا في صمتها.
ناپیژندل شوی مخ