204

داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

ژانرونه

25

ليس إلا لمن اختبر حادثات الزمان القديم أن يدرك في الينابيع العتيدة ما سيندفق منها من حادثات لمستقبل الأزمان.

لن يطول الزمن، أيها الإخوة، حتى تنشأ شعوب جديدة وتبدأ ينابيع جديدة بالهدير في مجاهل الأغوار.

تزلزل الأرض زلزالها فتكرع المياه الدافقة فيكثر عدد الظامئين، ولكنها في الوقت نفسه تقذف من باطنها إلى النور بالقوى الخفية وبكثير من الأسرار، وهنالك زلازل تفجر من الأعماق على الأرض ينابيع جديدة، فإذا ما انخسفت البسيطة بالشعوب القديمة تدفقت تلك الينابيع.

في ذلك الحين إذا ما وقف رجل يدعو الناس هاتفا: تعالوا! ههنا عين تروي كثيرا من العطاش فتشدد القلوب الواهية وتخلق العزم فيمن فقدوا إرادتهم. يهرع الشعب إليه طالبا أن يجرب وما يطمح الناس في تجاريبهم إلا إلى التمييز بين من له أن يأمر ومن عليه أن يطيع، ولكم ستقتضي هذه المحاولة من تفتيش واستقراء ومشاورة واختبار.

إن ما يرسو عليه المجتمع الإنساني إنما هو المحاولات لا النظام المبرم بالعقود، هذا ما أعلمه أنا، وما هدف هذه المحاولات إلا وجود من يحسن الحكم.

فأعرضوا يا إخوتي عن كل قول آخر مصدره القلوب الخائرة والأفكار العاجزة عن وجود الطرق الحاسمة.

26

أين يكمن الخطر الأعظم المهدد لمستقبل الإنسانية يا إخوتي؟ إنني أراه كامنا في نفوس أهل الصلاح والعدل، وهم القائلون في نفوسهم: «إننا نعرف ما هو صلاح وعدل وهو كائن فينا، فويل لمن يريدون أن يوجهوا أبحاثهم إليه.»

إن ما يرتكبه الأشرار من المآتي لا يوازي بضره ما يرتكبه الأخيار، فإن وطأتهم لأشد على العالم من وطأة المفترين عليه.

ناپیژندل شوی مخ