داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرونه
ومما لا ريب فيه أيضا أن الطبيعة في حرصها على طابع الأبوين في الأبناء تطمح دائما إلى الجمع بين رجل وامرأة يصلح أحدهما ما أفسدت الحياة في الآخر، ولا يقف طموح الطبيعة عند حد إصلاح الأعضاء، بل هو يتجه خاصة في الإنسان إلى إصلاح ما تطرق من عيوب إلى صفاته الأدبية العليا، ولعل في هذا بعض التفسير لسيادة الإيقاع بين رجل وامرأة تخالفت أشكالهما وأوضاع أعضائهما ومظاهر قواهما الأدبية والعقلية، فقد لا تجد مصارعا قوي العضلات يعشق مصارعة مثله ولا فيلسوفا يتوله بفيلسوفه، ولكم وقف المفكرون مندهشين أمام امرأة فاضلة تحس بانجذاب نحو رجل متلاعب محتال أو بارعة في الجمال تندفع إلى الالتصاق برجل قبيح. إن بعض العشق ينشأ من حنان خفي في الطبيعة يشبه عطف الطبيب المداوي على العليل المستجدي الشفاء ... •••
إن المفكرين يثورون على الشبان الذين يقدمون على الزواج وفي دمائهم سموم وفي مجاري نطفة الحياة منهم صديد، ومن الأمم من سنت القوانين الصارمة لمنع زواج المبتلى بالعلل الزهرية وبالجنون محافظة على صحة النسل، ولكنني لم أقر لمفكر رأيا في الحيلولة دون الزواج الآلي المجرد عن كل عاطفة، ويتراءى لي أن طفلا يجني أبواه عليه بإيراثه دما أفسدته الأمراض لهو أقل شقاء بنفسه وأقل إضرارا بالمجتمع من طفل يرث من أبويه عهر العاطفة وضلال الفطرة.
لقد تشفي العقاقير أبناء العلل ولكن أي دواء يشفي الطفل الذي زرعه توحش الرجل المفترس في أحشاء المرأة المنكسرة الذليلة؟ إن مثل هذا الطفل لن يكون إلا وحشا كأبيه أو عبدا ذليلا كأمه. •••
إن من الحب ما ينشأ عن الحياة الجسدية حاجة ملحة متقلبة كالحياة نفسها، وفي النساء كما في الرجال أناس حبهم أشبه بالجوع والظمأ يتهافتون على أية مائدة ويرتوون من أي ينبوع، وماذا عساه يفهم من الحب من يرى المحبوب مائدة وينبوعا؟ قل من الناس من يدرك أن من أنكر على المحبوب شخصيته التي لا تستبدل فقد أنكر هو ذاته شخصيته التي يحس بها. •••
لا صلاح لأمة فسدت منابت أطفالها، وهذه عبر التاريخ ماثلة لعيان من يريد أن يرى.
أفما كانت كل الأمم التي اندثرت واستعبدت تمر أولا في مرحلة تدني الأخلاق وانطلاق الشهوات عابثة بأشرف ما خلق الله في الإنسان. •••
سوف يأتي يوم، وهو غير بعيد، تتنبه المدنية فيه إلى أن الرجل المتفوق الذي ينشده العلماء في الغرب لن يخلق لهم من التمرين لقوى العقل وقوى الجسد، ولا من فحص خلايا المتزوجين بالمجهر حتى ولا من تلقيحهم بالمواد الكيماوية أو تطعيمهم بغدد القرود.
إن الرجل الكامل أو الأقرب إلى الكمال إنما هو ابن الحب الكامل، فالمحبة وحدها هي السبيل المؤدي إلى إدراك الحق والقوة والجمال.
لندع العالم المتمدن يفتش في علومه ونهضة مفكريه على هذا الحب الذي تخيله ماركس متجليا في الحرية التامة للناس في أهوائهم فجاءت البلشفة تثبت انخداع هذا الفيلسوف في نظرياته، ليفتشوا أنهم لن يتصلوا في تجاربهم إلا إلى العبر الزاجرة المؤلمة.
أما نحن، أبناء هذا الشرق الذي انبثق الحق فيه انصبابا من الداخل بالإلهام لا تلمسا من الخارج، فلنا المسلك المفتوح منفرجا أمامنا للاعتلاء والخروج إلى النور بعد هذا الليل الطويل، إذا نحن أخذنا بروح ما أوحاه الحق إلينا.
ناپیژندل شوی مخ