داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرونه
غير أنني منذ نزلت بين الناس سهل علي أن أرى منهم من تنقصه عين، ومن تنقصه إذن، وآخر فقد رجليه، وهنالك من فقدوا لسانهم أو أنفهم أو رأسهم.
وهكذا رأيت أقبح الأمور، وهنالك أشياء أشد قبحا إن أعرضت عن ذكرها فلا يسعني السكوت عن أكثرها.
رأيت رجالا فقدوا كل شيء، غير أنهم يملكون شيئا يسوده الإفراط، فهم رجال كأنهم عين عظيمة أو فم واسع أو بطن كبير أو عضو آخر كبير لا غير، وما هؤلاء الناس إلا أهل العاهات المعكوسة.
وعندما عدت من عزلتي لأجتاز هذا الجسر للمرة الأولى وقفت مندهشا لا أصدق ما أرى فقلت: هذه أذن، أذن وسيعة كأنها قامة رجل، وتقدمت إليها فلاح لي وراءها شيء صغير لم يزل يتحرك ، وهو ناحل ضعيف يستدعي الإشفاق فإن الأذن الكبرى كانت قائمة على ساق دقيق، وما كانت هذه الساق إلا إنسانا، ولو أنك تفرست في هذا الشيء بنظارة لرأيت فوقه وجها يتقطب بالحسد، وينم عن روح صغيرة تريد الانتفاخ وترتجف على قاعدتها.
وقال لي الشعب: إن هذه الأذن ليست رجلا فحسب، بل هي أيضا رجل عظيم بل عبقري من عباقرة الزمان، غير أنني ما صدقت الشعب يوما إذا هو تكلم عن عظماء الرجال، فاحتفظت بعقيدتي وهي أن هذا الرجل ذو عاهة معكوسة؛ إذ ليس له إلا القليل من كل شيء والكثير من شيء واحد.
وبعد أن وجه زارا هذا الخطاب إلى الأحدب ومن تكلم بالوكالة عنهم اتجه نحو أتباعه، وقد تحكم الكدر فيه فقال: والحق أنني أسير بين الناس كأنني أمشي بين أنقاض وأعضاء منثورة عن أجسادها، وذلك أفظع ما تقع عليه عيناي فإنني أرى أشلاء مقطعة كأنها بقايا مجزرة هائلة، وإذا ما لجأت عيني إلى الماضي هاربة من الحاضر فإنها لتصدم بالمشهد نفسه، فهنالك أيضا أنقاض وأعضاء أشلاء وحادثات مروعة، ولكنني لا أرى رجالا ...
إن أشد ما يقع علي أيها الصحاب، إنما هو الحاضر والماضي وما كنت لأطيق الحياة لو لم أكن مستكشفا ما لا بد من وقوعه في آتي الزمان، وما زارا إلا باصرة تخترق الغيب فهو رجل العزم وهو المبدع، هو المستقبل والمعبر المؤدي إلى المستقبل، هو وا أسفاه ذو عاهة ينتصب على هذا المعبر.
وأنتم أيضا تتساءلون مرارا: من هو زارا؟ وبماذا نسميه؟ فلا تتلقون غير السؤال جوابا كما أتلقاه أنا.
أهو من يعد أم من ينفذ الوعد؟ أهو فاتح أم وريث أهو الطبيب أم هو الناقه؟
أشاعر هو أم رجل حقيقة؟ أمحرر أم متسلط؟ أصالح أم شرير؟
ناپیژندل شوی مخ