قال: «جئت مع مولاتي.»
قال: «ليلى هنا الآن؟ وأين هي؟»
قال: «هي عند أمير المؤمنين في بيته، وأظنها في حجرة أمه ذات النطاقين.»
قال: «ومن أين أتيتم؟»
قال: «من معسكر الحجاج.»
فاستبشر بذلك الخبر لعلمه بأن ليلى لا بد أن تكون قد رأت سمية هناك وسمعت منها شيئا، لم يعد يصبر على لقائه ليلى وأخذ يتمشى خارج البيت، وكلما سمع حركة أو صوتا ظنها خارجة، حتى مل الانتظار فعاد إلى الخادم وقال له: «هل أقمتم بمعسكر الحجاج طويلا؟»
قال: «أقمنا يوما وليلة، ثم رأيت مولاتي أسرعت إلى مكة، وأرسل الحجاج معنا من أوصلنا إليها لئلا يعترضنا الحراس المحيطون بها.»
فأدرك حسن أنها جاءت بإشارة الحجاج فزاده رغبته في مقابلتها واستطلاع حقيقة الأمر. وفيما هو يفكر في ذلك رأى ابن صفوان خارجا من الدار مهرولا. فلما تلاقت نظراتهما أقبل عليه ابن صفوان وقال: «أحمد الله على أني رأيتك هنا، فقد كنت ذاهبا للبحث عنك مخافة أن تكون قد مضيت في الأمر الذي ندبت نفسك له بالأمس.»
قال حسن: «وماذا تعني؟»
قال: «أعني مقابلة الحجاج.»
ناپیژندل شوی مخ