قالت عزة: «وقد جاء الحجاج، ولعلك سمعت بشدة بطشه واستبداده، وقد حاصر عبد الله بن الزبير في مكة وضيق عليه، حتى خرجت المدينة من سلطانه، وعاملنا الآن من قبل عبد الملك بن مروان.»
فأطرقت ليلى وصمتت وكأن خاطرا طرأ عليها فأرجعها عما كانت تهم به، فأدركت عزة ذلك فقالت لها: «ما لي أراك صامتة ...؟ قولي ما في نفسك.»
قالت: «جئت المدينة في مهمة تتعلق برملة بنت الزبير، ولكن حال أخيها يحول دون بلوغ الغرض من السؤال. هل هي معه في مكة؟»
قالت: «نعم، هي معه هناك، وأظنهم في أشد الضيق من الحصار، وقد قل زادهم ولا ندري ما يئول إليه أمرهم.»
فتأففت ليلى وتذمرت ثم جعلت تحك ما وراء أذنها وتنظر إلى البساط بين يديها كأنها تتفرس في نقوشه وهي لا تتكلم.
فقالت عزة: «قولي يا أخية ما في نفسك فقد أقلقت خاطري بسكوتك، ما الذي تريدينه من رملة وأخيها؟»
قالت: «لا أخفي عليك أن أميرا كبيرا من أكبر أمراء بني أمية انتدبني للبحث عن رملة واستطلاع أحوالها؛ لأنه يريد خطبتها، فلم أجد من يصف لي جمالها سواك؛ لأنك عاشرتها وعرفتها فماذا تقولين؟»
قالت: «على الخبير وقعت. أما رملة فإنها من أحسن النساء خلقا وعقلا ودراية. ولكنني أعجب لإقدام أمير من بني أمية على خطبتها والحرب قائمة بين الأمويين وأخيها.»
فأمسكت ليلى عن الكلام قليلا ثم قالت: «أخشى أن أصرح بالأسماء فأكون قد بحت بسر اؤتمنت عليه.»
قالت: «لا تخافي فإني مستودع أسرار أهل المدينة، وإني أعاهدك على كتمان ما تقولينه.»
ناپیژندل شوی مخ