وكانت الأئمة في زمان بني مروان يصلون فيه، وكان ابن عمر، وهو أوثق وأعلم إن شاء الله، يقول: لم يصل فيه، إنما توضأ وصلى بالمزدلفة؛ وكان ابن عمر يصلي بالمزدلفة.
وكذلك السنة عندنا إلا أن تصيب أحدًا عرجةٌ أو علةٌ، فالصلاة حيث أدركته من مسيره؛ فأما من سرح سبيله من الناس كلهم فالمزدلفة مصلاه.
والسنة في المغرب والعشاء في الجمع بينهما كما كان في الظهر والعصر بعرفة، يصلي المغرب، ثم لا يلبث حتى يقيم العشاء فيصليها، ثم يبيت الناس بالمزدلفة ليلتهم، ويدلج من أحب من أهل الأنفال من النساء والصبيان؛ قد أرخص لهم في ذلك.
بلغنا عن رسول الله ﵇ أنه بعث عبد الرحمن بن عوف مع نسائه بليل تلك اللية حتى فرغوا ورموا، وصلت أم سلمة الصبح بمكة، وكان يومها الذي كان يدور إليها فيه النبي، وإنه قام عندها بمكة ذلك اليوم.
1 / 190