قلت: هذه رواية في زيادتها من الإمام الأعظم عليه السلام، إلا أنه يحتمل كونه كان يكثر ذكرها في التلبية للحج أم في غيرها. وأخرج أبو داوود عن جابر أن الناس كانوا يزيدون يا ذا المعارج ونحوه من الكلام، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يسمع فلا يقول شيئا.
وقال الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام في الأحكام فإذا اغتسلت فقل: ((اللهم إني أريد الحج رغبة مني فيما رغبت فيه منه لطلب ثوابك، وتحريا لرضاك، فيسره لي، وبلغني فيه أملي في دنياي وآخرتي، واغفر لي ذنبي، وامح عني سيئتي، وقني شر سفري، واخلفني بأحسن الخلافة في ولدي وأهلي ومالي ومحلي حيث حبستني. أحرم لك بالحج شعري وبشري ولحمي ودمي وما أقلت الأرض مني، ونطق بذلك لساني، وعقد عليه قلبي...)) ثم يقول: (( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. لبيك ذا المعارج لبيك، وضعت لعظمتك السموات كنفيها، وسبحت لك الأرض ومن عليها، إياك قصدنا بأعمالنا، ولك أحرمنا بحجنا، فلا تخيب عندك آمالنا، ولا تقطع منك رجاءنا...))
وفي الأحكام أيضا: (( فإذا استويت على ظهر البيداء ابتدأت التلبية، ورفعت بها صوتك رفعا حسنا متوسطا يسمع من أمامك ووراءك، وذكر التلبية الأولى...)) وزاد: (( لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت.)).
مخ ۲۷